اشتكى نادل يعمل بإحدى المقاهي المشهورة بشارع ابن بطوطة بإنزكان من معاناته مع مشغله، مشيرا إلى أن “النادل أصبح يعامل بمثابة آلة تقوم بمهام متعددة من تلبية طلبات الزبناء، وكنس المقهى، وجمع الكراسي وغسل المقهى، وكل ذلك بأجر يتراوح ما بين 800 و1000 درهم شهريا، وبدون ضمان اجتماعي ولا أي حق من حقوق الشغل”.
وأضاف أحمد في حديث مع الحقيقة24 أن “النادل يتقاضى عن كل 11 ساعة عمل 30 درهما”، مشيرا إلى أن “هناك بعضا من عمال المقاهي ممن يشتغلون لسنوات طوال، دون أن يستفيدوا من الضمان الاجتماعي، ثم يقابلون بالطرد إذا ما تجرؤوا وطالبوا مشغليهم بحقوقهم”.
وكشف ذات المتحدث أن “عمال المقاهي معرضون لشتى أنواع المخاطر وحوادث الشغل، إذ كثيرا ما يصابون أثناء اشتغالهم بحوادث تؤدي بهم أحيانا إلى التوقف الاضطراري عن العمل”.
وأوضح أحمد أنه “على الرغم من تصنيف مدونة الشغل هذه الحوادث على أنها تدخل في خانة حوادث الشغل، غير أن أرباب المقاهي لا يهتمون للأمر، إذ يختارون الطرد كخيار سهل في ظل غياب مفتشي الشغل وإهمالهم الواضح لهذه الفئة”.
وشدد ذات النادل على الغياب الكلي لمفتشي الشغل بإنزكان، مشيرا إلى أن “قانون الشغل لا يطبق لحد الساعة في المقاهي، فلا ضمان اجتماعي، ولا تأمين من حوادث الشغل، ولا حد أدنى للأجور ولا حماية من الطرد”.
وإلى جانب ذلك، اشتكى أحمد من الاستغلال المفرط الذي يتعرض له زملاؤه النادلون دون أن يستطيعوا فضح هذا الأمر، مضيفا “إذا اشتكى أحد العمال أو طالب بحقوقه “المذكورة ” في القانون، فإنه يطرد كـ”شربة ماء” لأن طوابير المعطلين تنتظر”.
وأمام هذا الوضع، يبقى السؤال المطروح هو “هل سنسمع في قادم الأيام بحلول لجنة تفتشية لتفقد حالة العمال بهذه المقاهي مع تطبيق القانون ؟ أم أن الصمت على معاناة هذه الفئة هو الأمر السائد بهذه المدينة الجميلة ؟”