عادل عزيزي
مع مرور الشهور والسنوات، ما زال إقليم تاونات، يعيش على وقع تعثر مجموعة من المشاريع التي لم تر النور، تعثُّر المشاريع أصبح قضية القضايا ومشكلة المشاكل في وقتنا الحالي بالإقليم، حيث أصبح الإقليم يعيش، بحسب عدد من الفاعلين المتتبعين للشأن العام المحلي، في دوامة تعج فيها أساليب الإقصاء والتهميش والعزلة والأمية والفقر بشتى أشكاله، بالرغم من ترقية الاقليم الى عمالة منذ سنة 1978 ، لكنه في الجوهر وفي الواقع لا زال تابعا إلى عاصمة الادارسة “فاس”، لنجد انفسنا أمام سؤال جوهري،
متى سيتم دمج الإقليم في محيطه الجهوي والنهوض به وإعطاء نصيبه من التنمية..؟، فعندما تلقي نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تجد جل نقاشها يدور حول المشاريع المتعثرة أو التي طالها النسيات بإقليم تاونات..؟ حتى أصبحت تاونات تنعت بمقبرة المشاريع التنموية…!
• مشروع حوض بوهودة السقوي.
• مشروع دار الصانعة بداية الأشغال 2018 الكيسان.
• المديرية الجهوية للفلاحة ملحقة تاونات.
• دار الثقافة تاونات.
• المركب الحرفي عين عائشة.
• المركب الرياضي تاونات.
• المستشفى الإقليمي مزراوة.
• النواة الجامعية مشروع تطهير السائل القرية.
• إعدادية بوشابل .
• المركز الصحي القروي كيسان.
• دار الشباب كيسان .
• مستوصف أوزاي جماعة تمضيت.
• المجزرة العصرية بعين عائشة.
• دار الشباب عين عائشة.
• مشروع انجاز اشغال الطريق التي تربط سيدي المخفي بعين باردة.
• مشروع إعادة هيكلة مركز جماعة بوعروس.
• تتمة الطريق الإقليمية رقم 5319 الرابطة بين جماعة بوعروس و الطريق الجهوية 408 الحجرية.
• مشروع هيكلة حي المسيرة القرية.
بهذه المشاريع المذكورة المتعثرة، والأخرى غير المذكورة، يعيش إقليم تاونات حالة من الانسداد والفوضى انعكست سلبا على الوضع التنموي، مع تسجيل غياب وتأخير كبير في مختلف المشاريع والبرامج الاستثمارية الكبرى التي ستمكن من حل أزمة البطالة بالإقليم، إن الحديث عن الركود التنموي الذي يعرفه الإقليم يتحمل فيه الجميع مسؤوليته، من سلطات محلية ومنتخبين الذين يتحملون المسؤولية بسبب فشلهم في تدبير أمور الإقليم بالشكل الصحيح، ، وفعاليات المجتمع المدني التي التزمن الصمت، وإلى المصالح الإدارية لكون البعض منها تضع العصا في عجلة التنمية بالإقليم.
جريدة الحقيقة 24 استقت أراء مجموعة من الفاعلين الجمعويين و السياسيين حول الموضوع، هشام.ش فاعل جمعوي أشار في تصريحه للجريدة، إلى أن ” تعثر المشاريع بإقليم تاونات جعله يعيش ركودا تنمويا ، هناك مشاريع انتهت أشغالها منذ سنوات و لا زالت مغلقة و لا نعرف السبب، فهذا المركب الحرفي بعين عائشة أصبح أطلالا ومربطا للحمير ورمي النفايات، و قال حتى المشاريع الملكية لقيت نصيبها من التعثر وأشار إلى المشروع الملكي المتعلق بتزويد ساكنة غفساي بالماء الصالح للشرب والذي أعطى انطلاقه عاهل البلاد الملك محمد السادس سنة 2010 عرف بدوره تعثرا لأسباب مجهولة”، و كذلك “هناك مشاريع تم وضع حجر الأساس لها دون أن تكتمل وتخرج إلى الوجود كالنواة الجامعية مثلا “. وأضاف إن “المشاريع المتعثرة بتاونات لن تستأنف أشغالها دون إرسال لجن تقصي الحقائق من الرباط للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا التعثر”.
مستشار سابق بالمجلس الاقليمي، فضل عدم الكشف عن هويته للعموم، قال بأن إقليم تاونات كتب له أن يكون مهمل ومنسي ومهمش، يعيش في صندوق العزلة والإقصاء، وهو أكثر الاقاليم نسيانا في خريطة المغرب السياسي “، وشدد المتحدث على أن الإقليم بدون زيارة ملكية ولجان مركزية لتقصي الحقائق في المشاريع المتوقفة والمتعثرة، لن تعرف أي تغيير يذكر”، مضيقا “الجميع هنا يتحمل المسؤولة”.
وفي الأخير، طالب السلطات الإقليمية بضرورة رفع تقاريرها إلى الجهات المسؤولة مركزيا حول هذه المشاريع المتوقفة، مشيرا إلى أن أوضاع الإقليم عكس ما يتم تقديمه في التقارير الرسمية يعيش الحضيض، والأمور ليست بخير وغير طبيعية وستنفجر عما قريب في حالة عدم التدخل، حسب تعبيره.
الأمر لم يقتصر على هذه المشاريع، حيث هناك مشاريع أخرى صرفت عليها مبالغ مالية ضخمة، جلها في وضعية كارثية وطالها الإهمال، وأصبحت عبارة عن أطلال تخفي بين ظلالها أسرارا لا يعلمها إلا القائمون عليها.
للخروج من هذه الازمة التي يعيشها إقليم تاونات يجب العمل على التنسيق بين مختلف المؤسسات والهيئات لمعرفة سبب تعثر وتوقف غالبية المشاريع بالإقليم، وتنزيل بنود التوجيهات الكبرى في فتح أوراش التنمية بمختلف جماعات إقليم تاونات، ومواكبة المشاريع المفتوحة والرفع من قدرات الاقليم اقتصاديا واجتماعيا، لما فيه من تنزيل فعلي للتوجيهات الملكية السامية لملامسة طموحات وتطلعات المواطنين.
عموما فرغم هذا الواقع العكر و الجو الكئيب الذي يتخبط فيه للأسف إقليم تاونات، تبقى من حسنات ساكنته أنهم مواطنون يتحلون دائما بالصبر و بالأمل، و ينظرون الى الأفق في انتظار بزوغ فجر يوم جديد يبشرهم بانطلاقة فعلية لمشاريع تنموية تفك العزلة عنهم و ترفع عنهم الفقر و التهميش، و ترسم لهم ملامح الحياة الملائمة التي يحلمون بها.
نخبر قراءنا الكرام أنهم سيكونون على موعد مع سلسلة من المقالات، سنقوم من خلالها بنش قبور هذه المشاريع