عادل عزيزي
يعيش التلاميذ هذه الأيام في جل المدارس التي تتواجد في العالم القروي بإقليم تاونات ، واحدة من أصعب فترات السنة، ففي هذه الأيام يصبح من بين اللوازم المدرسية الضرورية، التي يجب على التلاميذ إحضارها معهم إلى القسم، ثوب بلاستيكي ” ميكا” لكل تلميذ من أجل تفادي البرودة التي كانت مصحوبة بأمطار غزيرة ضربت بعض القرى التابعة لإقليم تاونات ليس هذا فقط، بل من المفروض على الأستاذ إحضار دلو كبير من أجل وضعه في المكان الذي تتسرب منه الأمطار التي تغرق الفصل الدراسي في فصل الشتاء، بل على التلاميذ في هذه الظروف، أن يتعودوا على الدراسة وتلقي العلم فوق مجار صغيرة للمياه، بسبب وجود شقوق في الجدران وكسور في زجاج النوافذ، وأحيانا باب مكسور يفسح المجال لدخول أكبر كمية من الرياح القارسة.
رشيد.ب، أستاذ بنواحي إقليم تاونات و واحد من الاساتذة الذين ذاقوا مرارة غياب بنية تحتية داخل المؤسسة التعليمية التي يُدرس بها، منذ ما يزيد عن خمس سنوات ، يقول رشيد في حديث مع «الحقيقة 24»: «لم أكن أتوقع أن أدرس في مثل هذه الظروف التي أحس فيها بالاغتراب والغبن». ويصف رشيد الأجواء التي يدرس فيها التلاميذ خلال فترة فصل الشتاء بالقاسية، فبعضهم يفترش أغلفة بلاستيكية ويلتحفون سقوفاً آيلة للسقوط في حين يجلس البعض الآخر على طاولات مهترئة تكاد تهوي بهم على أرض تلسع من شدة البرد القارس الذي يضرب المنطقة هذه الأيام.
هذه الظروف القاسية و المزرية تسبب القلق لدى الجميع، معلمين وتلاميذ، إضافة إلى قلق بعض الآباء الذين أصبحوا مخيرين بين القبول بالأمية والجهل أو المخاطرة بحياة فلذات أكبادهم من أجل تحصيل نور العلم مقابل ظلام الجهل.
من المهم التذكير أن حق التعليم من أهم الحقوق الأساسية التي نصت عليه مختلف الدساتير والتشريعات الوطنية والدولية لذلك على الجهات المعنية المسؤولة مضاعفة الجهود ببناء اقسام تتلاءم وهذا المناخ القاسي والعمل على توفير كل الوسائل التعليمية واللوازم المدرسية المساعدة خصوصا المدافئ وحطب التدفئة اليابس..