عادل عزيزي
حلّ أسود الأطلس بمطار الرباط سلا اليوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022حيث وجدوا في استقبالهم آلافا من الجماهير المغربية في مدخل المطار ومئات الآلاف في شوارع العاصمة، والملايين الذين يجلسون وراء الشاشات في بيوتهم يفتحون قلوبهم لوليد الركراكي وأشباله الذين شرّفوا الراية المغربية ورفعوها خفّاقة في سماء قطر، وساهموا في نجاح أول مونديال ينظم على أرض عربية، حتى استحق أن تطلق عليه الصحافة الدولية المونديال المغربي.
احتشدت الجماهير المغربية في الشوارع الرئيسية بالعاصمة الرباط، بينما انتظر آخرون لاعبي المنتخب في المطار، في حين توزع البقية على أطراف الطرقات التي تربط بين المطار والمدينة، بمشهد مهيب يدل على المحبة والاحترام الذي حظي به رفاق القائد سايس، وبدأت الجماهير الحاضرة في الشوارع الرئيسية والتي قدر عددها بأكثر من مائة ألف شخص، بالغناء والاحتفال، بعد أن مرت الطائرة التي تحمل لاعبي المنتخب فوقهم.
وحظيت الطائرة التي تقل لاعبي المنتخب باستقبال خاص من قبل سلطات المطار، إذ فتحت سيارات الإطفاء المياه عليها وهي تتجه نحو مكان وقوفها، بينما وقف الصحافيون والجماهير المحتشدة على مدرج المطار وهم يصورون عبر هواتفهم وكاميراتهم، اللحظات التاريخية.
وسار لاعبو المنتخب على السجادة الحمراء في مدرج المطار، في إشارة واضحة أن الاستقبال كان رسمياً من قبل الدولة التي دعمتهم طيلة أيام المونديال وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس الذي سيخصص لهم استقبالا خاصا بقصر المشور السعيد بالرباط هذه الليلة.
ركب لاعبو المنتخب حافلة مفتوحة وتوجهوا إلى الشوارع الرئيسية التي يحتشد بها آلاف العاشقين والمحبين لأبطالهم الذين رفعوا اسم وطنهم عالياً في مونديال روسيا 2022.
من حقّ الأسود أن يجدوا في استقبالهم جمهورهم الوفيّ الذي كان له أيضا دور حاسم وأساسي في بلوغهم هذا المستوى الذي بلغوه بفضل التشجيع الأسطوري في الملاعب والتلاحم الذي عاشه المغاربة طوال فترات مباريات المنتخب. سنقف جميعا إذن ونرفع القبعة ونلهج بالشعارات الممجّدة وأناشيد الفخر والاعتزاز ونحن نستقبل وليد الركراكي وأشباله ونجري وراء حافلتهم في لحظة تاريخية لم يسبق أن عشناها بهذا الوهج. إنه استقبال لا يجب أن يقلّ عن استقبالات المنتصرين العائدين من ميادين العزّة والمجد، وساحات الدفاع عن مكانة الأمة المغربية وثقافتها المتجذرة وتاريخها العريق.