عادل عزيزي
غير بعيد عن مقر المديرية الاقليمية للتربية والتكوين بإقليم تاونات، توجد مدرسة الشريف الادريسي، مؤسسة لم تحظ بالاهتمام ولم يشملها ما شمل مدارس أخرى من إصلاح وتجديد في بنيتها التحتية التي أقل ما يمكن بوصفها أنها رديئة ولا تستجيب لمعايير الجودة.
في تصريح حصري لجريدة الحقيقة 24 قال السيد حميد العبادي رئيس جمعية أمهات واباء و أولياء التلاميذ بالمؤسسة “تعاني مدرسة الشريف الادريسي الابتدائية من مجموعة من المشاكل تتمثل في، التماطل المبالغ فيه في إعادة بناء الجناح الايل للسقوط بالمؤسسة إضافة لغياب الإنارة بالمرافق الصحية وقنوات الصرف الصحي وتراكم مخلفات البناء بمحيط المؤسسة وأن الصور المحيط بالمؤسسة تعرض للهدم في الجهة المقابلة لمدرسة المغرب العربي ولم يتم إعادة بنائه”.
وأضاف السيد العبادي ” أن السيد المدير الاقليمي حوّل الجناح الايل للسقوط إلى مخزن، حيث لاحظنا مرارا دخول وخروج الشاحنات محملة بلوازم التعليم الاولي الخاصة بالإقليم ككل يتم تفريغها في وقت دخول وخروج التلاميذ من المؤسسة، مما يشكل خطرا عليهم بالإضافة الى التشويش الذي يسببه العمال المكلفين بالنقل على التلاميذ، كما أن أستاذتين مرخصتين لهما للولادة لم يتم تعويضهما والتجأ المدير الاقليمي لتوزيع التلاميذ على الاقسام وما يشكله من اكتظاظ وغياب شروط التدريس في ظروف مناسبة”.
و في ذات السياق يضيف العبادي ” راسلنا المديرية الإقليمية بتاريخ 28/11/2022 من أجل عقد لقاء مع السيد المدير الإقليمي، ليتم تبليغنا يوم الثلاثاء 20/12/2022 من طرف خلية التواصل عبر الهاتف بان المدير الاقليمي يريد الاجتماع معنا يوم الاربعاء 21/12/2022 على الساعة الرابعة مساءا لنتفاجأ يوم الاجتماع بان النائب الاقليمي يتعامل مع مطالبنا بتعالي وعجرفة رافضا مناقشتنا للمشاكل التي تعاني منها المؤسسة وان وقته لا يسمح بمناقشة مشاكل كل مؤسسة تعليمية على حدة وانه يجتمع فقط مع الفدرالية كما انه قام بتبخيس مطالبنا واعتبرها غير ذات قيمة وهي المشاكل التي عانت منها المؤسسة طيلة فترة ولايته دون اي تدخل منه”.
يضيف الرئيس “هذا “السلوك الاستفزازي” خلق جوا من التذمر والاستياء بين أعضاء المكتب المسير للجمعية ومعهم أمهات و اباء و أولياء تلاميذ المؤسسة، في حين المفروض هو أن يكون المدير الاقليمي مثالا للتواصل و الحوار.
وللإشارة ففي الموسم الماضي انهار جدار أحد الاجنحة داخل المؤسسة و لحسن الحظ لم يخلف عن أيّ أضرار بشرية، وحسب تصريح عضو سابق بجمعية الاباء، فإن هذا الجناح لا طالما كان محل شكاوي من طرفهم في عديد المرات غير أن الوضع لم يحرك المسؤولين في المديرية الاقليمية الى حين حدوث الانهيار، ولنفس السبب فان مجوعة من تلاميذ الشريف الادريسي لازالوا يتابعون دراستهم بمدرسة المغرب العربي لان أقسامهم مهددة بالانهيار في أي وقت.
والمكتب المسير لجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمدرسة الشريف الادريسي، وبطرحه هذه المشاكل والتنبيه لخطورتها، وضرورة معالجتها، لما لها من انعكاسات سلبية تضر بالأسر والتلاميذ، وكذا بصورة الإدارة المعنية، فإنه لا يهدف من ذلك كله سوى إنصاف التلاميذ المتضررين، وتجنب وقوع أي كارثة، وكذا تحسين جودة التحصيل والتعلمات بالمدرسة، كما يعلن المكتب المسير استعداده الجدي للجلوس والعمل على مأسسة العلاقة ووضع آليات تواصل حقيقية، وفتح حوار جاد ومسؤول لمعالجة مختلف القضايا والاختلالات التربوية التي تعرفها المؤسسة تماشيا مع ما ينهجه المغرب من حكامة جيدة للتدبير الإداري.
عندما أعطى المشرع المغربي لجمعيات الآباء والأمهات دور الشريك الاستراتيجي والأساسي في المنظومة التربوية لم يكن ذلك من باب الترف القانوني والتشريعي، ولكن لما تشكله هذه الجمعيات من أهمية وقوة اقتراحيه وتفاعلية يمكنها من موقعها كممثل لأولياء التلاميذ والتلميذات و تنوع مشاربها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، هذا التنوع يغني لا محالة المحيط والمنظومة التربوية ويسهم في الارتقاء بالفعل التعليمي، كل هذا رهين بمدى توفر الاجواء والمناخ الملائم .
وأي تشنج او عدم تفاهم يكون على حساب مصلحة المؤسسة وبطبيعة الحال التلاميذ وعندما يصبح المناخ مشحون وملبد بالصراعات يصبح من المستحيل التركيز على تجويد والارتقاء بالحياة المدرسية ثقافيا وتربويا الى جانب التعلم والتعليم.