لا تزال ظاهرة استغلال الأطفال في التسول تثير قلق العديد من الفاعلين المحليين بفاس ، فمع انتعاش السياحة بالمدينة ، عادت إلى الواجهة الظواهر “المؤلمة” التي تخدش صورة وسط فاس، ويتعلق الأمر بتزايد أعداد المتسولين، ذكورا وإناثا، لكن المحزن أكثر، والمثير للغضب في هذه الظاهرة هو تواجد أطفال صغار يمتهنون هذه الحرفة تحت ضغط وتوجيه من الكبار.
ويتضايق السائقون و السائقات ، سواء المغاربة أو الأجانب، من الطرق الاحتيالية التي يتخفى خلفها هؤلاء الأطفال المتسولون، حيث يستغلهم مجموعة من المتسولين الكبار، يعملون على تسخيرهم في التسول تحت غطاء بيع الورود تارة وبيع علب العلك والمناشف تارة أخرى، وذلك من خلال تلقينهم كيفية استعطاف السائقين و المارة من زوار العاصمة العلمية وملاحقتهم بشكل يصل احيانا حد المضايقة، حيث تشكل مثل هذه المشاهد اليومية مبعث استياء كبير بالنسبة لمرتادي مدينة فاس سيما على مستوى المدينة الجديدة .
ويطرح هذا الوضع أكثر من علامة استفهام في ظل اتساع دائرة المضايقات التي يفرضها هؤلاء المتسولون على الزوار ، مما جعل عدة أصوات ترتفع داعية إلى تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد لمثل هذه السلوكات غير المستساغة، التي تستغل براءة أطفال، وفي الآن ذاته تسيء إلى صورة الخاضرة الإدريسية بشكل عام.