عادل عزيزي
لا تزال وضعية قطاع الصحة بإقليم تاونات، محل انتقادات، وبحاجة إلى عمليات جراحية مستعجلة لاستئصال الورم الخبيث الذي أصاب هذا القطاع الحساس والهام، بفعل دوره في حياة وصحة المواطنين وحاجتهم إلى تلقي العلاج، ولم يجد له القائمون على الإدارة والتسيير حلا، على الرغم من المحاولات والحلول الترقيعية لامتصاص غضب المرضى وعائلاتهم.
ولعل من بين أبرز الأسباب الحقيقية وراء هذه الوضعية تأخر إنجاز وتجسيد بعض المشاريع التي تدعم بها القطاع في السنوات الأخيرة، على غرار مشروع المستشفى المحلي بتيسة.
تأخر المشروع جعل ساكنة دائرة تيسة تعيش معاناة حقيقية بعدما استبشرت خيرا قبل 8 سنوات من الآن بإحداث مستشفى للقرب يقيها عبء التنقل إلى مدن مجاورة، غير أن الوعود التي أطلقت بخصوص الملف لم تفلح سوى في بيع الوهم وزرع غير قليل من السخط والإحباط لدى الساكنة وبناية برزت غير مكتملة.
وبحسب مصادر خاصة ، فإن أسباب توقف أشغال بناء المستشفى المحلي لمدينة تيسة، تظل مجهولة، في ظل صمت البرلمانيبن و المنتخبين الجماعيبن ، وكذا المسؤولين بعمالة إقليم تاونات، خاصة أن البطاقة التقنية للمشروع، الذي تشرف عليه وزارة الصحة، من خلال المندوبية الإقليمية للوزارة تاونات، أكدت على انتهاء أشغال المشروع نهاية سنة 2017 .
يأتي ذلك، في وقت أضحى المركز الصحي الوحيد بالمدينة، عاجزا عن تلبية طلبات قرابة 200 ألف نسمة، علما أن المستوصف المذكور، يعاني من غياب التجهيزات الطبية، وخصاص ملحوظ في الأطقم الطبية، الأمر الذي أجبر المواطنين، على تكبد معاناة التنقل للعلاج، نحو المستشفى الإقليمي بتاونات، أو التوجه نحو المستشفى الجامعي بفاس.
وتمتد معاناة الساكنة مع انتظار المستشفى الموعود لعهد وزير الصحة السابق أنس الدكالي، الذي سبق له أن أوفد في 2018 لجنة وزارية إلى المنطقة للوقوف على أسباب تعثر المشروع لسنوات بعد أن وقعت وزارة الصحة سنة 2014 العديد من الاتفاقيات مع الهيئة الاقليمية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي، ووكالة الانعاش والتنمية لعمالات وأقاليم شمال المملكة، لتفعيل مخطط تنمية القطاع الصحي بإقليم تاونات، و تنفيذ مجموعة من المشاريع، للتخفيف بشكل مباشر من معاناة الساكنة، رصد لها غلاف مالي مهم قدر بـ33 مليون درهم،
و خصص مبلغ مهم قدر ب 14 مليون درهم لبناء مستشفى محلي بمدينة تيسة، بتمويل من طرف وزارة الصحة، في اتفاقية تمتد ما بين 2014 و 2017، بالإضافة الى بناء مجموعة من المستوصفات و المشاريع مدعمة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكن تقرير اللجنة بقي حبيس الرفوف كباقي التقارير الأخرى.
وبعد مرور سنوات من اطلاق المبادرات و توقيع الاتفاقيات، بقيت اشغال البناء على حاله دون أن يتم استئنافها، مما دفع العديد من الهيئات الى التساؤل حول، مصير المستشفى الذي انتظرته الساكنة لسنوات.
و في هذا الصدد، تواجه السلطات الإقليمية بعمالة إقليم تاونات، رفقة المسؤولين على المستوى المركزي بوزارة الصحة اتهامات صريحة بإهمال مشروع المستشفى المحلي لمدينة تيسة، بسبب توقف أشغال بنائه منذ سنوات، و عدم بدل اي جهد لايجاد حل لهذا الملف الذي عمر طويلا، معتبرين المستشفى حلم ساكنة دائرة تيسة، الذي انتظروه من أجل الحد من معاناتهم.
و جدير بالذكر ما تزال مجموعة من المشاريع الكبرى بإقليم تاونات متعثرة لم تجد طريقها للخروج إلى حيز الوجود، بالرغم من المبالغ المالية الكبيرة التي رصدت لها.
ويرى عدد من المهتمين بالشأن العام التنموي بإقليم تاونات أنه رغم إحداث العمالة منذ سنة 1977، فإنه يعتبر من أفقر الأقاليم بالمملكة، بسبب تعثر برامج تنموية ساهمت في تردي واقع العديد من القطاعات الحيوية، رغم توفره على مؤهلات كثيرة.