عادل عزيزي
توقفت بوصلة التنمية بجماعة لعين عائشة، وصارت بدون هوية، تنتشلها من أيدي العبث، التي أحكمت قبضتها على كل مناحي الحياة منذ سنوات، حولت حياة سكانها إلى جحيم لا يطاق حيث كل مظاهر التهميش والتفقير و الاقصاء الذي فرضته الجهات المسؤولة، ما جعلها تعاني تأخرا في شتى المجالات التنموية.
بمجرد أن تطأ قدماك مركز الجماعة المهمل تستطيع قراءة أول فصول المعاناة وحالة اليأس والإحباط التي تعيشها الساكنة، بسبب الظروف الاجتماعية القاسية والمزرية التي مست جميع جوانب الحياة..، حياة البؤس والشقاء التي يكابد معاناتها المواطنون .
أن تقوم بجولة قصيرة بين دواوير هذه الجماعة، شيء كاف لتقرر أن تعود أدراجك، وتدعو لهؤلاء المهمشين، أن يزورهم يوما ما مسؤول مركزي، لعله يكتشف أن ما يستنكره هؤلاء ويعانون منه، ليس وهما تخيلوه، أو إفكا افتروه، وإنما مرارة يعيشونها كل يوم، وأنهم يطالبون بأبسط شروط العيش، ولا يريدون جماعة فاضلة، ولا يتمنون أن تتحول جماعتهم إلى “جنة”، وتتلخص كل مظاهر الفوضى في الفقر والبؤس، وغياب اهتمام المسؤولين، الذي يعكسه حال مركز عين عائشة والطرقات المتصدعة، وانعدام التهيئة، والقمامة في كل ناحية، وكأن المنطقة خارج مجال التغطية.
مظاهر التهميش والحرمان الذي تتخبط فيها الجماعة عكرت صفو حياة الساكنة وحولتها إلى شبه مستحيلة، إذ لم تتمكن بعد من الظفر بحياة كريمة، وحقها في التنمية، ورغم ذلك يبقى الأمل عالقا في نفوس السكان في تنمية منطقتهم وإخراجهم من الفقر والحرمان.
فهناك أمثلة بالجملة عن مظاهر الحرمان والتمييز التي يعانون منها في كل شيء، فطرقهم ترابية ومدارسهم مهترئة، وبيوتهم متصدعة، ودواويرهم مظلمة، والنقل قليل، وشبابهم يقتله الفراغ والضياع، وتتلقفه الانحرافات، في ظل غياب مرافق تحتويهم وتفتح لهم آفاقا لولوج العصرنة وترقية مداركهم.
وهذه الأوجه من المعاناة والإحساس بالغبن تلعب كثيرا على معنويات الشباب، وتنمي في نفوسهم إحساسا متجذرا بالإهمال المقصود لهم، وتدفع بالضعاف منهم نحو هاوية الانحراف.
يتغير كل شيء، ولا تتغير جماعة عين عائشة، التي تبقى ضحية لسياسة الإهمال والتهميش واللامبالاة المفروضة عليها، مما جعلها تعاني مشاكل هيكلية متعددة رغم توفرها على مؤهلات مهمة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، فهي جماعة العبور حيث تتواجد على الطريق الوطنية رقم 8 بين تاونات وفاس، تثير انتباهك قرية مهجورة إسمها “عين عائشة” التي تعيش التهميش والنسيان والإقصاء.
سكان عين عائشة، أعلنوا عن سخطهم وغضبهم اتجاه المنتخبين، بسبب دوامة التهميش والإقصاء الذي تتخبط فيه جماعتهم، فبالرغم من مؤهلاتها البشرية والفلاحية وموقعها الاستراتيجي، فلا زالت لم تشهد بعد تنمية حقيقية، وظلت عرضة للتهميش و الإقصاء.
وأمام الوضعية الكارثية الراهنة التي تعيشها الجماعة، التي أصبحت تتطلب تدخلا فوريا ومستعجلا من أجل إعادة بناء الجماعة بشكل عقلاني ومنظم لفك العزلة عنها و إخراجها من دوامة العبث.
هذا هو حال جماعة عين عائشة التي كتب عليها أن تعيش معاقة ومحرومة من أدنى شروط العيش السليم، كما كتب أيضا على شبابها أن يعيشوا حياة كئيبة، ومستقبلا غامضا بسبب جفاء مسؤوليها..!