عادل عزيزي
يعد إقليم تاونات مجالا غنيا بالموارد والاوساط الطبيعية (بحيرات، منابع، مآثر تاريخية…) التي تجعل منه احتياطيا استراتيجيا يمكن استثماره في المجال السياحي؛ وخاصة فيما بات يعرف بالسياحة البيئية أو السياحة الجبلية.
يرى كل متتبع للشأن المحلي بأن إقليم تاونات يتوفر على مجموعة من المؤهلات الطبيعية، الجغرافية، الثقافية والتاريخية التي من شأن تثمينها وتأهيلها أن تمنح للإقليم منتوجات سياحية تساهم لا محالة في تنمية الجهة ككل، وذلك عبر خلق وجلب الاستثمارات في القطاع السياحي، وتوفير المزيد من فرص التشغيل…غير أن السؤال يظل دائما لماذا الواقع مختلف تماما ولم تتحقق هذه البرامج على أرض الواقع في ظل غياب دور المنتخبين و البرلمانيين وخاصة مندوبية السياحة بشكل مباشر.
موقع جغرافي متميز، مآثر تاريخية تحكي أمجاد الماضي، بارزة كشعلة تنمو بالروح والوجدان والمعرفة، على بساط أخضر صنعته طبيعة خلابة وثروات نباتية ومائية وحيوانية وسمكية، ومن تنوع في التضاريس والمناخ، ومآثر تاريخية ومواسم دينية و فنون شعبية فولكلورية، وصناعة تقليدية وحرف ومهارات متنوعة ومجالات لصيد وقنص الحيوانات والطيور البرية، وجبال وغابات وخيول ومحميات ومنابع وبحيرات ساحرة، وغيرها من الفضاءات ذات حمولة ثقافية أصيلة وموروث إيكولوجي متميز، وذات طابع اكتشافي في أعماق الطبيعة وبين الأودية، ولا يمكن لأي زائر للمنطقة ألا تأخذه الرغبة في الانضمام لهواة ومحترفي القنص البري، حيث الوحش والطيور المتنوعة. فهذا منتجع بوعادل حيث المياه العذبة، و قلعة امركو التي تحكي في صمت ذكريات و تاريخ المرابطين، و غابات الودكة و إفران حيث غطاء غابوي خصب و متنوع، و سدود و بحيرات تلية ومهرجانات، الفروسية بتيسة و السنوسية بالقري ابامحمد، والمهرجان الوطني للتين و المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلـية و مواسم دينية، موسم مولاي بوشتى الخمار ومولاي العربي الدرقاوي و سيدي امحمد بلحسن و سيدي بوزيد.
أصبحت السياحة الجبلية تعد عامل جذب قوي للسياح الذين يبحثون عن المغامرة واكتشاف الطبيعة، فضاءات أصبحت تستهوي العديد من السياح الذين يختارون هذا النوع من السياحة بعيدا عن صخب المدن وضجيجها.
غياب المندوبية الإقليمية لوزارة السياحة بهذا الإقليم، تجعلوا مهني القطاع بالإقليم، يتكبدون عناء ومشاق التنقل إلى مصالح المندوبية الإقليمية للسياحة بمدينة تازة للحصول على الوثائق المتعلقة بالقطاع، هذا الغياب يشكل عائقا أمام تطوير القطاع السياحي، مشيرا إلى أن غالبية المهنيين يكابدون مشاكل عديدة بسبب غياب هذه المؤسسة العمومية، خاصة أن الإقليم يعتبر سياحيا بالدرجة الأولى.
فاعلة في القطاع السياحي، أكدت للحقيقة 24 “أن جميع مهني القطاع السياحي يعانون من غياب هذا المرفق العمومي بالإقليم، حيث اكدت أن الجميع يتحمل مسؤولية غياب هذه الإدارة العمومية من سلطات وبرلمانيين ومنتخبين، موضحة “أن الوقت حان لإحداث هذه المؤسسة العمومية في أقرب وقت”.
وتابعت المتحدثة: “لا يعقل أن الإقليم، الذي تم إحداثه منذ أزيد من 40 سنة، لا يتوفر على المندوبية الإقليمية للسياحة”، لافتة إلى أن “غياب هذا المرفق يجسد مدى التهميش والإقصاء الذي يعيشه الإقليم على جميع المستويات”، بتعبيرها.
وارتباطا بذات الوضعية المتأزمة للقطاع السياحي بالإقليم وتنميتها، يتطلب مبادرات جريئة، وقرارات تشاركية مبنية على توحيد الجهود ووضوح المعلومات وتوحيد آليات التنسيق و ترجمة الدراسات إلى برامج وخطط عمل التي تسمح برصد الحركة السياحية بالمنطقة، وملاحظة المؤشرات التي تهم مثلا مستويات السياحة، التأثيرات، جهود الإدارة، والنتائج…. وكذا إيجاد الخطط الملائمة لتحويل المؤهلات الطبيعية، الثقافية والتاريخية إلى منتوجات سياحية والبحث فيما بعد عن سبل تسويقها كمرحلة مهمة.
يبدو أن هذه المقومات الطبيعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يزخر بها إقليم تاونات لم تشفع له لينال حقه من العناية اللازمة.
تساؤلات ومطالب ما تزال معلقة بالإقليم، لماذا لم يتم إحداث مندوبية إقليمية للسياحة…؟ لماذا لم يتم إحداث المجلس الإقليمي للسياحة…؟ لماذا لم يتم إرساء مخطط عمل عام لإنعاش وترويج المنتجات السياحية المحلية…؟، ما معنى شعار «رؤية 2020» وبماذا ساهمت هذه الرؤية لفائدة هذا الإقليم…؟ وغيرها كثير من التساؤلات التي بقيت عالقة إلى أن تعترف مراكز القرار بهذه الإقليم وتعطيه حقه من الاهتمام.
فأين الخلل إذن ..؟