ر.الغفولي
عندما قدّم العمدة البقالي و معه نائبه عبد القادر البوصيري وصفتهما لحل مشكل النقل الحضري بمدينة فاس، استبشر الكل خيرا فيهما، و تمنى سكان العاصمة العلمية أن تنتهي معاناتهم مع النقل الحضري الذي دام لسنوات، إلا أن كل ما قيل كان وهما فقط. فمعاناة ساكنة فاس مع النقل الحضري تفاقمت و زادت حدتها : حافلات مهترئة كأنها ثوابيت متنقلة، أسطول ضعيف جدا، لا احترام للتوقيت… كل هذا ليس إلا غيضا من فيض. فأين تبخرت إذن وعود العمدة و نوابه ؟ لماذا صمت الكل ؟ أين وصل الاتفاق الثلاثي الموقع بين وزارة الداخلية و جماعة فاس و شركة سيتي باص ؟ أسئلة لا جواب عليها إلى حدود الساعة ؟ فالعديد ممن يركبون سيارات الدولة الفارهة لا يبالون بما يقاسيه المواطنون من مشقة و تعب يومي و كأنه قدر لا حيلة لهم فيه.
هل كُتِب على سكان فاس الشقاء من دون باقي سكان المدن الكبرى ؟ هل كانت كل تلك خرجات العمدة و نوابه سوى بهرجة إعلامية كان المراد منها كسب وِدّ الساكنة و الركوب على هذا الموضوع ؟ أَلَيس من حق الفاسيين التنقل في ظروف تحفظ لهم كرامتهم و تَقِيهِم من قطرات المطر التي تتسلل إلى قلب الحافلات و من لهيب الشمس الذي يخترق تلك الإطارات “القصديرية” ليحرق جلودهم. هذا هو حال سكان فاس للأسف. متى ينتهي إذن هذا العذاب الأبدي ؟ من يصلح هذا الواقع البئيس ؟