عادل عزيزي
ما يزال نحس المشاريع المتوقفة أو المتعثرة يطارد إقليم تاونات، وكأن قدر هذا الإقليم الضارب جذوره في أعماق التاريخ القديم والحديث ومهد المقاومة الذي أنجب أبطالا وصنع ملاحم كثيرة، شاء له أن يعيش على وقع مشاريع حطمت الرقم القياسي في التأخر والتوقف والتباطؤ في الإنجاز، بدون أن يتمكن العمال الذين تعاقبوا على تسيير شؤون الاقليم بمن فيهم البرلمانيون و المنتخبون في كل المجالس، من فك شفرة هذا التأخر، ومن ثم طرد النحس الذي ما يزال يلازمه لأكثر من 40 سنة، فيما يبقى المواطن التاوناتي المغلوب على أمره، ينتظر الفرج بعد أن أضحت “دار لقمان على حالها”.
ولأن مسلسل تعثر أو تعطل المشاريع التنموية بتاونات الدراماتيكي متواصل، فنفس المصير يعيش على إيقاعه مشروع المجزرة العصرية بعين عائشة، فبمجرد دخولك الى السوق تتراءى لكل بناية استكمل بناؤها منذ أكثر من 4 سنوات، صاحب المشروع مجموعة جماعات التآزر وتضم ” تاونات، عين عائشة، كلاز، عين مديونة، أولاد داوود، الزيرزار، مزراوة”، مشروع خُصص له غلاف مالي يقارب 2 مليار سنتيم على مساحة أربعة ألاف متر مربع، فإن المشروع يكتسي أهمية كبرى وبالغة، باعتبارها مجزرة عصرية بجميع المواصفات المطلوبة للذبح. فماذا ينتظر المسؤولون لإعطاء انطلاقة الذبح بهذه المجزرة العصرية الحديثة؟، ألا يعتبر ذلك إهدارا للمال العام؟.
و تجدر الإشارة أن سكان مركز عين عائشة يشتكون من انتشار الأوساخ والحشرات في كل أرجائها، وتلجها قطعان الكلاب الضالة للتجوال والنوم و الاقتيات بمخلفات وبقايا اللحوم، كما تنبعث منها روائح كريهة بسبب غياب النظافة وانتشار الدماء في كل مكان.
الواقع الأليم لعدد من المشاريع المتوقفة، يذهب في هذا الاتجاه، ويجعل من تاونات إقليم المشاريع المتوقفة بامتياز كبير، بحيث توالت التخطيطات العشوائية، التي تميزت بسوء التقدير لمحاولة إخراج عدد من المرافق التنموية، والرياضية، والثقافية، والاجتماعية، التي لم يستطع جلها أن يخرج إلى أرض الواقع، ولتظل هذه المشاريع المجهضة مغلفة بعدد من العراقيل، والمشاكل التي كان بالإمكان تجنبها، لو رافق الإعداد لهذه المشاريع تخطيط جدي، ودراسة الجدوى بشكل سليم يراعي خصوصياتها، سواء من حيث الموقع الذي اختير لاحتضانها، أو في ما يتعلق بالغلاف المالي الإجمالي، الذي سيكلفه كل مشروع على حدة، عوض وضع أرقام تقديرية كان لها الدور الأساسي في توقف أشغال عدد من المرافق.
كيف يمكن أن ينتهي حلم مشاريع ثقافية، ورياضية، واجتماعية إلى هذه الوضعية الكارثية؟ ولماذا تحولت العديد من المشاريع الكبيرة إلى مجرد أطلال تتآكل جنباتها، وتحولت إلى مجرد بنايات يلفها الإهمال، وأضحى بالإمكان أن تصنف ضمن المآثر التاريخية؟ فكيف تبخرت أحلام سكان إقليم تاونات؟ فأغلب المشاريع الاجتماعية والثقافية والترفيهية طواها النسيان، ولم تستطع بهرجة تدشينها من طرف العمال أن ترسم عليها طابع الجدية، فتحولت وفي رمشة عين إلى مشاريع مع وقف التنفيذ.