إذا كانت أسعار المواد الاستهلاكية بفاس شهدت ارتفاعا صاروخيا بشكل غير مسبوق، فإن التهافت عليها من قبل المواطنين، بمن فيهم الفئة الاجتماعية الفقيرة والهشة، يجعل المرء يقف حائرا متسائلا “واش بصح كاينة أزمة” و”واش السلعة فالمتناول بخلاف ما يروج من غلاء يضرب القدرة الشرائية؟”.
والملاحظ أن غلاء أسعار مجموعة من المنتجات الأساسية، لم يمنع الإقبال على مستلزمات شهر رمضان في العديد من أسواق العاصمة للعلمية فاس مع اقتراب هذه المناسبة الدينية، فزائر أسواق كبرى أو حتى سويقات شعبية مثل الرصيف على سبيل المثال لا الحصر لا بد أن يثيره مشهد الازدحام وتحلق النسوة والرجال على العربات المجرورة و المحلات التجارية للتهافت على أنواع من الخضر والفواكه لاقتنائها.
وإذا كان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواطنين في الواقع، قرروا الاستغناء عن عدد من المنتوجات المرتفعة الثمن، في انتظار تراجع أسعارها الملتهبة، فإن عددا من الأسر اختارت العكس، بل أن بعضا من الأحياء الشعبية تشهد اقبالا منقطع النظير على مستلزمات اعداد الشباكية و البريوات والحلويات الخاصة بمناسبة شهر رمضان.
وفي مشاهد توحي أن هناك تخوفا من المجاعة أو إغلاق مرتقب، قبل أن يتبين أن ما يجري لا علاقة له بجائحة أخرى ستظهر أو الخوف من نفاد السلعة، ارتباطا بالغزو الروسي لأوكرانيا واحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، وإنما ب”اللهطة” التي تسيطر على عقلية أسر مهما بلغ مستواها الثقافي ومركزهم الاجتماعي.
