عادل عزيزي
(المشاريع المتعثرة).. صارت سمة بارزة لإقليم تاونات، وقلَّ أن نجد مشروعاً إلا ويُطلق عليه اسم “مشروع “متعثر” حتى المشاريع الصغيرة، ورغم ما يتم رصده من ميزانيات ضخمة لجملة من المشاريع الكبرى إلا أنها لم تر النور بعد، رغم أن المدة المحددة للإنجاز تم تجاوزها بسنوات دون أن تخرج هذه المشاريع إلى أرض الواقع أو تكون في أحسن أحوالها إن قدر لها الخروج إلى حيز الوجود تعيش “شبه عطالة” أو في أحيان كثيرة تعيش “عطالة تامة”.
بعد مرور حوالي خمس سنوات على وضع الحجر الأساس لبناء الكلية متعددة التخصصات بتاونات، المشروع الذي رصد له غلاف مالي بمليارات السنتيمات، يبدوا أن هذا الورش لن يرى النور أبدا وتم إجهاضه قبل انطلاقه، حسب ما يحيل عليه رد وزير التعليم العالي عن سؤال كتابي للنائبة البرلمانية خدوج السلاسي عن الفريق الاشتراكي.
وأشار جواب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إلى أن عدد حاملي شهادات البكالوريا بإقليم تاونات لا يدعوا بالضرورة إلى الحاجة في إنشاء وحدة جامعية جديدة، مؤكدا أن “عدد التلاميذ الناجحين في الباكالوريا بالإقليم قليل حيث لا يتجاوز 4318 تلميذا برسم الموسم الدراسي 2012- 2022، وأغلبيتهم يتابعون دراستهم العليا بالمؤسسات الجامعية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس بنفس الجهة في جل المسالك الدراسية للحقول المعرفية الثلاثة، إضافة إلى ذلك تعطى لطلبة هذا الإقليم الأولوية في الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية المقدمة من منح وسكن جامعي وإطعام بالنسبة للطلبة المستوفين لشروط الاستفادة”.
واسترسل نص الجواب، إلى أنه “في إطار إرساء أسس عدالة مجالية فعلية ترتكز على رؤية واضحة وتكريس الدور المحوري للجامعة كرافعة للتنمية، فإن الوزارة منكبة حاليا على إعداد تصميم مديري بعرض التكوينات الجامعية في أفقية 2030، وفق مقاربة تشاركية ومندمجة ترتكز على رصد حاجيات القطاعات الإنتاجية من حيث الكفاءات والموارد البشرية التي تفتضيها أولويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الجهوي والوطني”.
و واصل الجواب، قائلا إن “هذا التصميم، سيشكل الإطار المرجعي لملاءمة الخريطة الجامعية وترشيدها، بما يتماشى ورهانات الجهوية المتقدمة وذلك من خلال وضع المعايير التي على أساسها سيتم تحديد نوعية المؤسسات التي يجب إحداثها وطبيعة مسالك التكوين التي يستوجب فتحها بكل جهة، وفي انسجام تام مع الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمجالات الترابية”.
جواب وزير التعليم العالي، يطرح أكثر من علامة استفهام، حول المشروع الذي قام الوزير السابق سعيد أمزازي، بمعية وفد رسمي يتقدمهم سعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس ولحسن العواني نائب رئيس مجلس جهة فاس مكناس و عامل الإقليم محمد بلهادفة ومحمد السلاسي رئيس المجلس الإقليمي بتاونات ورضوان المرابط رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وبرلماني الإقليم وشخصيات مدنية وأمنية ومنتخبين وفعاليات محلية يوم 19 أكتوبر 2019 بجماعة مزراوة على بعد 15 كلم من مدينة تاونات بوضع الحجر الأساس لبناء الكلية متعددة التخصصات لتاونات، وتبلغ مدة إنجاز هذه الكلية متعددة التخصصات سنتين بغلاف مالي يبلغ 100 مليون درهم، 69 مليون درهم من ميزانية الوزارة الوصية و31 مليون درهم مساهمة من جهة فاس مكناس، ونظمت بشأنها جامعة محمد بن عبدالله بمدينة فاس مباراة توظيف لاختيار الأساتذة الذين يتولون مهمة التدريس بهذه الكلية، قبل أن يتبخر كل شيء بجرة قلم.
و تجدر الإشارة، أن المشروع الذي له بطاقة استيعابية تصل إلى 4820 مقعدا، يتكون من أربع مدرجات بطاقة استيعابية إجمالية ل 1400 مقعد و 14 قاعة للدروس النظرية و 10 قاعات للدروس التوجيهية بطاقة استيعابية إجمالية ل 600 مقعد و 12 قاعة للغات بطاقة استيعابية إجمالية ل 720 مقعد و 10 قاعات للإعلاميات بطاقة استيعابية إجمالية ل 400 مقعد وقاعة للندوات بطاقة استيعابية ل 300 مقعد و مكتبة بطاقة استيعابية إجمالية ل 1000 مقعد و فضاءات للطلبة ومقصف ومركز للنسخ وملعبين رياضيين ومستودعات رياضية و فضاءات للأساتذة تضم مكاتب ومقصف ومرافق صحية بالإضافة إلى جناح إداري وقاعة كبرى للاجتماعات.
ليبقى السؤال معلقا، من يقف وراء تعثر المشاريع التنموية بإقليم تاونات ..؟!