مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لعل هذا ما انخرطت فيه وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضية من خلال خارطة الطريق 2022-2026 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع. هدف نبيل لإصلاح قطاع التعليم، تعبأت من أجله كل الأكاديميات الإثنا عشر.
أكاديمية جهة فاس مكناس بدورها أبانت منذ السنوات الأخيرة مع تعيين السيد محسن الزواق مديرا لها عن إصلاحات عميقة و نتائج مرضية جعلتها تحتل المراتب الأولى على صعيد النتائج المدرسية و مختلف المسابقات الوطنية و تلك الدولية التي شارك فيها التلاميذ و الأطر التربوية.
نتائج إيجابية لم تكن لتتأتى لولا المجهودات الجبارة المبذولة من طرف كل الأطراف، و على رأسها المديريات الإقليمية، لكن “يوجد دائما من يفسد الحكاية” كما وصفه القاص أحمد بوزفور. إنهم بعض المدراء الإقليميون الذين يفسدون الحكاية؛ رغم العمل الجبار الذي يقوده السيد محسن الزواق مدير أكاديمية فاس مكناس إلا أن هناك من يهدم هذا البناء المرصوص ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، واقعة سوء التغذية التي أثيرت مؤخرا في داخلية الثانوية الإعدادية أنوال بطهر السوق بمديرية ثاونات، و التي أثارت استياء آباء و أولياء التلاميذ و رواد مواقع التواصل الاجتماعي، و الذي يرجع السبب فيها إلى التهاون في المراقبة و الفراغ الذي تشهده المديرية الإقليمية، في غياب المدير الإقليمي الذي انتقل إلى مكناس و ترك المنصب شاغرا لمسؤول آخر يدبره بالنيابة.
مع كل الضجة التي آثارتها هذه الواقعة، طفت بعدها إلى السطح حادثة مشابهة لكن هذه المرة على مستوى مديرية فاس عاصمة الجهة و تحديدا بداخلية الثانوية التقنية. وجبة رديئة يضطر التلاميذ كل إفطار في رمضان إلى ابتلاعها على مضض، في غياب تام للمدير الإقليمي عادل زروالي الذي لا يكلف نفسه عناء مراقبة داخليات الثانويات ليقف على جودة الوجبات المقدمة للتلاميذ.
هذه الأحداث لا تعدو أن تكون غيضا من فيض ؛ فلا يمكن أن ترجو بلوغ أهداف تصبو إليها بسرعتين متفاوتتين : مدير أكاديمية يسير بسرعة كبيرة بفعالية و أمان تام و مدير إقليمي يمشي ببطء، لا يساير الدينامية التي أطلقتها الوزارة و التي تعمل الأكاديمية على تنزيلها.
هكذا سيظل قطار تطوير التعليم بفاس متوقفا، عاجزا عن مواكبة استراتيجية الوزارة، في ظل مدير إقليمي تعوّد على المكاتب المكيفة، غير مجتهد إن لم نقل كسول في إبداع الحلول التي تعاني منها المؤسسات التعليمية و معها آباء و أولياء التلاميذ.