عادل عزيزي
منذ زمن بعيد والمغاربة متأكدون من أن الهم الكثير يثير الضحك، وفعلا حينما تتكالب عليك الهموم من كل صوب فإنك تجد نفسك ضحية نوبة ضحك لا تفسير لها ولا تعليق عليها سوى “كثرة الهم كتضحك”، مثل شعبي دارج ينطبق أساسا على حال المغاربة خلال هذه المرحلة الصعبة مع حكومة الكفاءات التي يطبعها الغلاء وارتفاع الأسعار، وذلك بعدما حول الكثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، موضوع الأبقار المستوردة لتغطية خصاص اللحوم الذي تعاني منه السوق الوطنية منذ أسابيع، إلى موضوع سخرية .
وتناقل النشطاء على صفحاتهم صورا للأبقار التي تم استيرادها من البرازيل لتغطية النقص الحاصل في السوق الوطنية، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع هزالة هذه الأبقار وما يظهر عليها من كبر السن.
ووجهت العديد من التدوينات سهام النقد لمخطط المغرب الأخضر وغيره من المخططات والبرامج الفلاحية، التي حولت المغرب من الاختيار بين الأبقار السويسرية والهولاندية والأصناف ذات الجودة، إلى اللجوء للجواميس للتغطية على ضعف العرض بالسوق الوطنية، معتبرة أن هذا الأمر من بين الأدلة على فشل المخطط الأخضر الذي صرفت عليه ميزانية ضخمة.
وكتب أحد النشطاء معلقا: “هل نحن في حاجة إلى استيراد اللحم أم العظم.. عجيب”، ورد آخر “يبدو أن الحكومة تعرف أن المغاربة يقيمون الحريرة بالعظام لذلك ألحت على استيراد هذا النوع من الأبقار”، وذلك في انتقاد واضح منهم للحكومة وعملية اسيراد العجول والأبقار الضعيفة من بعض بلدان أمريكا اللاتينية.
وفي تعليق الحكومة على هذا الموضوع، وعلى التخوفات من جودة وسلامة هذه الأبقار، قال مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن جميع الأبقار المستوردة، وقبل دخولها للبلد يتم افتحاصها مخبريا والتأكد من سلامتها، وهذا موضوع لا تساهل فيه.
إنه أمر يبكي لكن وكما يقول المثل:”كثرة الهم تضحك”.