أعلن الخبير القانوني عبد الرحيم الوزاني عزمه رفع دعوى قضائية ضد شركة “c”asa évent في شخص ممثلها القانوني، وذلك لكونها هي المسؤولة عن تنظيم، ولوج وخروج المتفرج من ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، وذلك على خلفية وفاة مشجعة رجاوية قبيل المباراة التي جمعت فريق الرجاء البيضاوي بضيفه الأهلي المصري السبت الماضي، نتيجة تدافع وازدحام عند إحدى بوابات الملعب.
وأوضح الوزاني في تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك”، أن خدمات الشركة ليست مجانية بل مؤدى عنها ب 15% من قيمة التذاكر، موضحا أن الدعوى ستشمل مجلس البيضاء في شخص رئيسته بصفته مالك الملعب والمفوض تدبيره لشركة casa évent.
وأضاف الوزاني أن الدعوى القضائية ستهم أيضا رئيس نادي الرجاء الرياضي المسؤول عن اللجنة المنظمة للمباراة، والتابعة للمكتب المديري للنادي في شخص رئيسها، وضد كل من ثبت في حقه أي تقصير لواجباته المهنية، حسب تعبيره.
وخلف الحادث المأساوي، استياء كبيرا وسط الجماهير، الذين حملوا المسؤولية للمسؤولين بنادي الرجاء البيضاوي والشركة المكلفة بتنظيم المباريات، بسبب “بيع تذاكر تتجاوز عدد المقاعد المسموح بها بالمركب الرياضي محمد الخامس، ما سبب حالة هستيرية وتدافع جراء منع الجماهير خارج الملعب من الدخول”.
وشدد نشطاء بمواقع التواصل الإجتماعي، على أن المشجعة الرجاوية البالغة من العمر 29 سنة، لقيت مصرعها بمحيط ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء بسبب السوء التنظيم الذي عرفته عملية ولوج المشجعين من إحدى البوابات المؤدية إلى المدرجات داخل الملعب، متسائلين عن الأسباب التي جعلت الشركة المكلفة بالتنظيم، تسمح بولوج أزيد من 45 الف متفرج، عوض حوالي 38 ألف مشجع التي كانت مقررة بسبب الإصلاحات الجارية على جزء من المدراجات.
وبهذا الخصوص، قال كريم الكلايبي عضو اللجنة المكلفة بالإشراف على تتبع ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، إن تزوير التذاكر وحجيج جماهير كبيرة للمركب دون توفرها على تذكرة والفوضى التي تخلقها جهات معينة في محيط الملعب وبواباته كلها وراء وفاة المشجعة الرجاوية رحمها الله.
وشدد الكلايبي في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، على ضرورة فتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة، لأن أرواح المواطنين لا ثمن لها”.
ومن جهته تفاعل محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، مع الوفاة المفجعة للمشجعة الرجاوية، مطالبا بفتح تحقيق دقيق حول ملابسات الواقعة، وظروف توزيع وبيع تذاكر المباراة.
وكتب الغلوسي عبر حسابه على “فيسبوك”، “في الوقت الذي لازال فيه المغاربة ينتظرون نتائج التحقيق في تذاكر المونديال دون جدوى، نزلت علينا أخبار تفيد أن عددا مهما من أنصار الرجاء يتوفر على تذاكر مباراة الرجاء والأهلي ولم يتمكن من دخول ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي عرف عدة اصلاحات التهمت أموالا كبيرة دون أن يظهر عليه أي إصلاح.
وأضاف أن ذلك حدث دون تقديم أي توضيح من طرف المسؤولين عن الملعب، وتبين التقارير المتداولة أن سوء تنظيم واضح وفوضى كبيرة تسببت في تدافع كبير في محيط الملعب، وهو مايطرح من جديد مسؤولية الشركة المشرفة على التنظيم (كازا إيفنت).
والمؤسف -يضيف الغلوسي- أن شابة في مقتبل العمر ينتظر أهلها عودتها بشوق كبير فارقت الحياة بمحيط الملعب، وهو ما يفرض فتح تحقيق موسع ليس فقط حول ظروف وملابسات وفاة تلك الشابة، بل في الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي ساهمت في حدوث فوضى بمحيط الملعب، والتقصير المفترض في التنظيم ومسؤولية الشركة المدبرة للملعب، وأيضا ظروف وملابسات توزيع وبيع تذاكر المباراة والتي يبدو أن رائحة مضاربة وفساد أزكمت الأنوف وبيعت التذاكر بشكل يفوق الطاقة الإستيعابية للملعب لتكديس البشر في الزوايا وليربح التجار والسماسرة.
وشدد الغلوسي على أن هذه المأساة لايجب أن تمر دون حساب ومعاقبة المتورطين دون تأخير، بدلا من الرهان على الوقت كالعادة لطي القضية.
الفنانة رجاء بلمير، علقت بدورها، على الواقعة، حيث كتبت عبر تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بمنصة “انستغرام”: “الله يصبرك ويصبر عائلتك، من يتحمل مسؤولية وفاة هذه المشجعة الشابة؟ مبقيتش كنمشي للتيران على ود هادشي، معمرنا مشينا للتيران ودخلنا مرتاحين، خاصنا نبقاو نتدافعو وشارين وراقينا وخايفين ماندخلوش، الله ياخذ فيكم الحق، أبسط الحوايج مكنمارسوهمش على خاطرنا في هذا البلاد”
وختمت تدوينتها قائلة: “تحية للمكتب لي كيفرق وراق كثر من اللي كيتباعو”.
