أزمة طاحنة ترخي بظلالها بين أقطاب حزب الأصالة والمعاصرة في جهة فاس _مكناس، وصلت تفاصيلها إلى المقر المركزي للحزب بالرباط وأدت إلى تقديم محمد السليماني الكاتب الإقليمي للحزب ورئيس مقاطعة أكدال بفاس لاستقالته من مجلس الجهة.
المصادر التي تحدثت إلى “الحقيقة 24″، ذكرت بأن السليماني دخل في أزمة مفتوحة منذ مدة مع البرلمانية خديجة الحجوبي، ووصلت هذه الأزمة إلى ذروتها في الآونة الأخيرة، قبل أن تنفجر في مجلس الجهة الذي يترأسه الاستقلالي، عبد الواحد الانصاري. وبسبب انسداد في الأفق، لم يجد السليماني أمامه سوى أن يرمي باستقالته من عضوية المجلس ويقرر المغادرة.
وفي محاولة لتطويق تداعيات هذا الحريق الذي يهدد مرة أخرى بالتهام الاخضر واليابس في البيت الداخلي لحزب “التراكتور”، كلف عبد اللطيف وهبي، الامين العام للحزب الذي يوجد في فترة نقاهة بعد العملية الجراحية على مستوى الرأس، البرلماني محمد احجيرة، بالتدخل لإطفاء النيران المشتعلة في بين الحزب، بصفته الامين الجهوي. لكن تحركاته لم تنجح في وقف النزيف. وقالت المصادر إن المشكل يكمن في أن السليماني يعتبر بأن مجموعة من القيادات المتحكمة في “الجرار” تناصر البرلمانية الحجوبي في كل خطوات الهيمنة على جميع مفاصل الحزب.
كيف ستنتهي هذه الازمة؟ الصورة تبدو غير واضحة، ترد المصادر. لكن كل المعطيات تؤكد أن هذه الأزمة لها جذور عميقة ولها امتداد، ويصعب وقفها في غياب رؤية حاسمة تحدد المسؤوليات والاختصاصات وتكرس الالتزام الحزبي، ووضع حد لمحاولات التحكم والهيمنة بين مجموعة من الاقطاب في الحزب.
وماذا بعد استقالة السليماني؟ المنصب قد يؤول للثاني في لائحته، والأمر هنا يتعلق بعبد العالي شينون، أحد أبرز الوجوه بحزب للتراكتور .
