أوضحت النائبة البرلمانية “نجوى كوكوس”، عن حزب “الجرار”، أنها تعرضت خلال جلسة الأسئلة الشفوية التي انعقدت أول أمس الإثنين، للسب والعنف اللفظي والنفسي من طرف رئيس الجلسة “محمد أوزين”، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وذلك على خلفية مطالبتها بكلمة في إطار “تعقيب إضافي”، تروم استفسار وزير التعليم العالي حول اتهامات خطيرة وجهت إليه من طرف برلمانية عن مجموعة العدالة والتنمية.
وارتباطا بما جرى ذكره، فإن برلمانية حزب الأصالة والمعاصرة “نجوى كوكوس”، عبرت من خلاله عن صدمتها الكبيرة بسبب الطريقة التي تعامل بها معها رئيس الجلسة “محمد أوزين”، مشيرة إلى أنها لم تخرق القانون الداخلي، وأنها طلبت فقط بحقها في إطار “تعقيب إضافي”، لمعرفة إيضاحات حول تهم خطيرة وجهتها برلمانية “البيجيدي” لوزير التعليم العالي، مفادها أنه يبرمج مشاريع على مقاس أقربائه.
وتابعت ذات المتحدثة قائلة: “تدخلي كان يروم تقديم توضيحات من الوزير، وأيضا تقديم الأدلة التي أسست عليها برلمانية البيجيدي تهمها، حتى لا تمر هذه التهم مرور الكرام، سيما ان الجلسة يجري بثها بشكل مباشر عبر قناة عمومية، وبالتالي كان حريا البث في هذا الموضوع، تنويرا للرأي العام”.
كما عبرت “كوكوس” عن صدمتها وأسفها الشديد، بسبب رد “أوزين” الذي وصفته بـ”الحاط”، حيث قالت في هذا الصدد: “المؤسف في الأمر أن رئيس الجلسة قاطع مداخلتي، والتي أكرر أنها كانت في إطار تعقيب إضافي وليس نقطة نظام، دون أن أعلم ما أزعجه في كلامي الذي لم أهاجم فيه، لا الزميلة النائبة عن العدالة والتنمية ولم أدافع فيه عن الحكومة أو الوزير، بل على العكس طالبت بالمزيد من التدقيق في المعطيات حول الاتهامات الخطيرة التي رددت على مسامعنا كنواب وكمواطنين يشاهدون جلسة الأسئلة الشفهية عبر شاشة التلفزة و أثير إذاعات عمومية.
وشددت ذات المتحدثة على أن رئيس الجلسة، قاطعها بعنف، مشيرة إلى أنه وجه إليها عبارات استفزازية، من قبيل “بشوية على صحتك”، حيث قالت في هذا الصدد: “هذه العبارة لم أجد لها تفسير ولا احترام لمكانتي كنائبة للأمة”، قبل أن تؤكد أنه وصف أسلوبها بـ”المنحط”، وهي عبارة قدحية وسبة في حقي، وفق تعبير البرلمانية “نجوى كوكوس”.
وتابعت “كوكوس” حديثها قائلة: “لو اكتفى أوزين بالقول أن اسلوبي منحط، لقبلت بالأمر وذهبت معه بعيدا”، وفق تعبيرها، “لكن أن يخاطبني بعبارة استفزازية تمييزية من قبيل بشوية على صحتك، فهذا أمر غير مقبول ولم يسبق لأحد أن ردده داخل البرلمان، تقول ذات المتحدثة، قبل أن تؤكد قائلة: “الحمد لله أنا بصحة جيدة ولا أعاني من أي مرض، بل على العكس من ذلك، فلقد أكرمني الله بما تتمناه كل امرأة (الحمل)، وأمارس مهامي النيابية دون تقصير”.
كما أكدت “كوكوس” أن ما صدر عن “أوزين” لم يكن الأول من نوعه، مشيرة إلى أن عددا من زميلاتها البرلمانيات، وفي أحزاب مختلفة، يشتكون مرارا من أسلوبه المستفز وطريقة تعامله التي قالت أنها لا تشرف حزب “السنبلة” الذي هو أمينه العام، قبل أن تعبر عن احترامها الكبير وتقديرها الخاص لكل مكونات هذا الحزب.
وأشارت برلمانية “الجرار” إلى أنها تقدمت بسبب ما حصل، بشكاية لدى رئيس البرلمان، دفعت “أوزين” إلى محاولة الاتصال بها، غير أنها رفضت الرد على مكالماته، وفق تعبيرها، حيث قالت في هذا الصدد: “إلا اتصل بيا باش يعتذر ليا، فاعتذاره مرفوض، لأنني تعرضت للإهانة والسب والتجريح في جلسة عمومية مذاعة عبر شاشة التلفزيون، وبالتالي فإن اعتذاره لابد أن يتم بنفس الكيفية التي عمد من خلالها إلى إهانتي على مرأى ومسمع من كل المشاهدين المغاربة”.
واستغربت “كوكوس” الأسلوب التمييزي الذي يتعامل به “أوزين” داخل البرلمان، حيث تطرقت بالمناسبة إلى خرقه القانون، حينما منح وزير الداخلية خلال نفس الجلسة، أكثر من وقته القانوني (أكثر من 4 دقائق)، وبرر ذلك بأن العملية تمت بطلب من القاعة (النواب)، في حين تعامل بصرامة مبالغ فيها مع برلمانية اليسار “نبيلة منيب” بعد أن طالبت بحقها في إطار “التعقيب الإضافي”.
في ذات السياق، قالت “كوكوس”: “كيف يعقل أن أوزين كيولي قدام وزير الداخلية كي المش، وتجي تتسلط على البرلمانيين لي هما زملاء ذيالك”، وتابعت قائلة: “حنا سلطة مستقلة عن السلطة التنفيذية، بل العكس، أوزين يفترض فيه أن يكون أول مدافع عن السلطة التشريعية، لأن فيه هبة للمؤسسة”، قبل أن تؤكد أن: “أول من أساء لهبة البرلمان هو شخص مثلك يترأس جلسة عمومية”، في إشارة إلى “أوزين” الذي ضرب القانون الداخلي لمجلس النواب عرض الحائط، وفق تعبير “كوكوس”.