عادل عزيزي
بعدما تخلى عنه حزبه الاصالة و المعاصرة، أطلق مجموعة من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي حملة دعم وتضامن مع المناضل الدكتور جمال التاودي، بعد إقدام كل من رئيس جماعة عين عائشة ورئيس جماعة بوعادل المنتميان لحزب الاحرار بتقديم شكاية ضده يتهمانه بالسب والشتم والتشهير على مواقع التواصل الاجتماعي .
واجتاح وسم “كلنا جمال التاودي” منصات التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية، حيث عبر المغردون عبر حساباتهم عن تضامنهم المطلق مع المناضل التاودي الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد، ناشط سياسي وفاعل مدني، يمارس مهام مستشار جماعي بجماعة ارغيوة عن حزب البام، يعد كفاءة علمية من طينة الكبار وإنسانا مثقفا متشبعا بالوطنية وبحب بلده رغم معاناته من العطالة منذ سنوات، والمعروف لدى الرأي العام الإقليمي بجرأته في تسليط الضوء على قضايا المال العام وتدبير الشأن المحلي والإقليمي.
و اعتبر المتضامنون مع التاودي أن الشكاية المقدمة ضده هي شكاية كيدية الغاية الخفية منها هي إرهاق الدكتور جمال نفسيا وثنيه عن مواقفه الصلبة والصلدة، وهو أمر يُظْهِرُ بجلاء تحرك بعض الجهات السياسية لإسكات الأصوات الحرة والمناضلة والمناهضة لكل أشكال فساد المال والملك العام بإقليم تاونات، وتكريس ممارسة اضطهاد حرية التعبير والرأي المكفولة والمضمونة بقوة القانون ودستور المملكة المغربية.
و بعدما تخلى عنه رفاقه في الحزب، و في تعليق تضامني على حسابه الخاص، عبر الناشط السياسي والمستشار البرلماني السابق عن حزب العدالة و التنمية المهندس علي العسري، في تغريدة له، عن تضامنه مع جمال قائلا:” موقف تضامني، في الوقت الذي انحاز فيه دون تردد لحق وحرية التعبير، والمطالبة بتوسيعها لأبعد مدى ممكن مع ربطها بالمسؤولية، وضمان ايضا حق الجميع في اللجوء للقضاء لما يقدر بأنه تأذى، كتعبير حضاري عن التعامل مع الخلافات، فإني اناشد الرئيسين التنازل عن دعواهما، مراعاة لحاجة الإقليم لشباب مثقف فاعل ومتفاعل مع ما يخص الشأن العام وتدبيره، والعفو عن أي تجاوزات بسيطة قد تقع في التعبير عن الرأي والنقاشات السياسية، ومعالجتها بالحوار المباشر أو عبر الهياكل التنظيمية، دون اللجوء للمسالك القضائية، لما قد تشكله من ترهيب وتخويف وكتم للأصوات المختلفة، فالشاب جمال معروف بنقاشاته الرصينة، واهتمامه الكبير بهموم الإقليم وساكنته، ومن هذا المنطلق اعبر له عن تضامني معه، بل واعتزازي بكل الشباب المثقف مثله، مهما اختلفت قناعاتنا وانتماءاتنا”.
من جهته، خرج مدير دار الوطن للطباعة والنشر و الكاتب الصحفي عبد النبي الشراط في مقال عبر حسابه الخاص على الفايسبوك:بقوله ” ماذا يجري في تاونات؟، اللجوء للقضاء من أجل “الكلمة” ليس سلوكا حضاريا، الكلمة، مجرد “كلمة” أحيانا تصبح مثل طلقة بندقية، ولذلك يسعى الكثيرون من الناس، (خاصة الذين يوجدون في مراكز القرار، أو يمارسون مهمة الشأن العام، مثل المنتخبون) ويسعى هؤلاء عادة إلى التصدي لكل كلمة تقال أو تكتب عنهم، لأن هذه “الكلمة” تقلق راحتهم، وتسبب لهم الارتباك والدوخان، ولذلك يلجأون عادة إلى التهديد أو سلك مسطرة القضاء”، ليضيف “كمتابع ومهتم لما يجري بإقليم تاونات، آمل من الرؤساء الذين رفعوا هذه القضايا ضد “جمال التاودي” أن يتراجعوا عنها، وإذا فعلوا ذلك فإنهم هم المنتصرون، لأنهم بذلك إن فعلوا سيكونون قد احتكموا للعقل والمنطق.. وهو ما أتوقعه منهم”.
و نشير ان المحكمة الإبتدائية بتاونات قررت تأجيل النظر في قضية المستشار بجماعة ارغيوة الدكتور “جمال التاودي” عن حزب الأصالة والمعاصرة إلى يوم 11 شتنبر المقبل.
و في الأخير نختم مقالنا بهذه القولة، “من يتخلّى عن مناضليه بهذه السهولة لا يمكن أن يُستأمن على أي شيء…!؟”.