عادل عزيزي
حاجة الانسان أين ما كان وفي كل الأزمان لمتنفس طبيعي يتضمن مساحات خضراء وحدائق عمومية ومنتجعات سياحية يبقى شيئا ضروريا، وتزداد ضرورته مع الارتفاع المفرط لدرجة الحرارة.
مدينة تاونات من المدن التي تصل فيها درجة الحرارة في فصل الصيف مستويات قياسية، مدينة ذات الفصلي كما يحلو للبعض أن يسميها، شتاء بارد وقارس، وصيف حار و جاف تكاد البيوت تختنق فيه، اختناق يوازيه رغبة شديدة لساكنة المدينة المهمشة لفضاءات طبيعية ومساحات خضراء وحدائق عمومية ومرافق ترفيهية، لكنها رغبة تصطدم بغياب هذه المرافق، ليبقى الملاذ الوحيد هو واد أسرى.
بالماء والخضرة و المناظر الطبيعية الرائعة يستقبلك المنتجع السياحي واد أسرى الذي يمتزج فيه كل شيء جميل ليشكل لوحة شاعرية رائعة، ليبدأ بعد ذلك خرير المياه الذي يكون في تناسق مع تغاريد الطيور صمفونية رومنسية تجعل الزائر يتيه في عالم الجمال الطبيعي الذي حبى الله به هذه المنطقة التي تجعل الزائر يشعر بارتياح نفسي وجسدي قلما يجده في مكان آخر …
لاستقبال زوار هذا المصطاف الطبيعي كوّن بعض شباب المنطقة مقاهي بسيطة بالقصب وعيدان الأشجار وتحضير بعض الوجبات السريعة والطواجن المحلية و أكواب من الشاي بالنعناع المحلي.
إن منتجع واد أسرى السياحي الرائع يحتاج إلى التفاتة من طرف المسؤولين، بحيث تعتبر الطريق المؤدية إليه العائق الوحيد أمام الارتقاء به، بضعة كيلومترات تنتظر من المسؤولين ليقوموا باصلاح الطريق المؤدية إليه، مع تزويده بالتيار الكهربائي، فغالبا ما يتردد عليه الزوار إلى وقت متأخر من الليل في ظلام دامس عدا ما يجود به القمر والنجوم من إنارة تكسب المنظر رومانسية فريدة يزيدها خرير المياه ونقيق الضفادع رهبة و جمالا.
التفاتة بسيطة ستجعل من واد أسرى موقعا سياحيا وطنيا لما يزخر به من تنوع بيولوجي وجمال مناظره الصخرية المنحوثة يجعل منه تحفة طبيعية..