سفيان صهران
يختلف الصيف بمناطق تطوان المضيق الفنيدق مارتيل عن غيره من القبلات السياحية بباقي مناطق المغرب، ففي كل سنة تستقبل سواحل الشمال ملايين السياح المغاربة والاجانب الذين يفضلون قضاء عطلتهم السنوية في شواطئها، فوحدها مرتيل استقبلت خلال صيف 2023 حوالي مليون زائر، الشيء الذي يحول عمل رجال الأمن بالمنطقة إلى ما يشبه المهام المستحيلة لتأمين المواطنين والحفاظ على سلامتهم إضافة إلى الحفاظ على مرونة حركة السير والجولان.
ومع كل صيف تتحول ولاية أمن تطوان ومفوضيات مرتيل والمضيق والفنيدق إلى خلايا نحل، حيث تتضاعف المهام والاكرهات الملقاة على عاتق رجال ونساء الامن الذين يتحولون إلى مايشبه رجال ونساء المهمات المستحيلة، التي تنْظمها فيما يشبه السمفونية توجيهات والي أمن حفر اسمه عميقا بين سكان وزوار منطقة تطوان حتى أضحى اسم “الوليدي” مرادفا للأمن ومرعبا للمجرمين.
حسب ما استقته الحقيقة24 بمرتيل فإن أكثر ما يشجع السياح على ارتياد مناطق الساحل الشمالي بعمالتي تطوان والمضيق الفنيدق، هو التواجد الأمني في كل الشوارع والأماكن العمومية الشيئ الذي يخلف ارتياحا في نفوسهم، هذا الانتشار المضبوط لعناصر ودوريات الامن في مختلف الاماكن الحساسة والتي تعرف اكتظاظا ورواجا تجاريا وسياحيا، عرف تطورا ملحوظا خلال السنوات الأربعة الاخيرة حيث أصبحت التدخلات تتم في زمن قياسي وبشكل احترافي.
يتذكر سكان مرتيل والمضيق كيف كانت مجموعات من الشباب، القادمين من الاحياء الهامشية وبعض المدن التي تعرف مستويات مرتفعة من الجريمة، يزرعون الرعب وسط الناس بخلقهم لحالات من الهلع الجماعي من أجل السرقة ، هذا إضافة إلى اعتراض سبيل المارة بشكل كبير وفي مختلف الشوارع، لكن هذه المظاهر الاجرامية عرفت تراجعا شبه كلي خلال الأعوام الاخيرة حيث أصبحت مظاهر الاجرام مقتصرة على حالات معزولة غير مرتبطة بالجريمة المنظمة.
عموما وحسب العديد من زوار المنطقة وسكانها فإن الأمن بشكل عام نجح في بعث الطمأنينة بين المواطنين ونجح في التصدي لمختلف مظاهر الاجرام التي تحدث بين الفينة والاخرى، وجعل زوار وسكان المنطقة يحسون بدرجة أولى أنهم محروسون وعين الأمن تحميهم.