غياب ُو تعطل ” المواسير” فوهات الحريق الخارجية لإخماد الحرائق بتاونات يدق ناقوس الخطر

الحقيقة 2414 أغسطس 2023
غياب ُو تعطل ” المواسير” فوهات الحريق الخارجية لإخماد الحرائق بتاونات يدق ناقوس الخطر

عادل عزيزي

تصطدم تدخلات عناصر الوقاية المدنية بمدينة تاونات بواقع خطير في عدد من الحرائق، يتجلى في افتقار تاونات لفوهات الحريق Bouches d’incendie المعدة للتزود بالمياه أثناء عملية الإطفاء.

خلُص تحقيق أنجزته جريدة ” الحقيقة 24″ إلى التوصل إلى مجموعة من المعطيات الهامة والخطيرة، والتي تدق ناقوس الخطر، وهي تلك المتعلقة بمواسير ضخ المياه لإطفاء الحرائق أو فوهات الحريق الخارجية Bouches d’incendie التي تسجل خصاصا كبيرا يكاد يكون منعدما في انتشار هذه الفوهات على صعيد المدينة، وإن وجدت فهي إما متهالكة لا يوجد بها صبيب ماء أو تم طمرها، وهو ما يجعل رجال الاطفاء في مواقف لا يُحسدون عليها خلال تدخلاتهم لإخماد الحرائق، ويتسبب أيضا، في العجز عن السيطرة عليها، في وقت وجيز، وبالتالي الحد من شهية ألسنة النيران، والحيلولة دون التهامها للمزيد من الضحايا، والتقليل من حجم الخسائر البشرية والمادية.


في حين يفرض القانون تواجد فوهة للحريق على رأس كل مائة متر وإلزامية تواجدها في الأسواق وأمام المباني والتجزئات السكنية والشوارع العمومية والساحات نظرا لدورها المحوري في حماية الأرواح والممتلكات أثناء نشوب الحرائق، و ما حدث الاثنين الماضي حين هم رجال الإطفاء بتركيب خرطوم الماء مع إحدى الفوهات المتواجدة بمدخل حي احجردريان لإطفاء الحريق الذي نشب في مزارع الحي بمنطقة تعرف ب”عين بوحسون”، ليتفاجؤوا بأنها لا تحتوي على صبيب الماء، وهو ما جعل شاحنة صهريج المياه الخاصة بالإطفاء تضطر إلى جلب مياه الإطفاء من مكان بعيد.
وبحسب التحقيق المنجَز، فقد سبق لبعض الجمعيات بتاونات “جمعية احجردريان للتنمية”، أن دقت ناقوس الخطر، عبر إشعارها للجهات المسؤولة، عن صيانة وضمان جاهزية هذه الفوهات Bouches d’incendie، مع مطالبتها بإحداث فوهات أخرى، إلا أن جماعة الجهة المسؤولة، ظلت خارج التغطية، لحدود الساعة، وظل الوضع الخطير والمخيف هذا، على ما هو عليه، بل يُرَجَّح أن يكون الوضع، قد ازداد تفاقما، وسيزداد سوءً في القادم من الأيام، في ظل استمرار تجاهل الجهات المعنية، لدقات ناقوس الخطر، التي دقتها ولا تزال تدقها الساكنة.


للإشارة، ففوهات الحريق الخارجية Bouches d’incendie تعتبر من التجهيزات التي تؤكد مصالح الوقاية المدنية على إلزامية تواجدها، للتأشير بالموافقة، على أي تسليم نهائي لمشروع ما، من تجزئات وإقامات سكنية وغيرها من المشاريع الأخرى، ومن تم تحل مصالح المؤسسة المذكورة، بمسرح المشروع، للتأكد من جاهزية الفوهات، ومدى مطابقتها للمعايير والشروط المطلوبة، وبالتالي إعطاء الضوء الأخضر للمشاريع المعنية….


كما تجدر الإشارة أيضا، إلى أن سِعة الخزان المائي لشاحنات الإطفاء، بحسب التحقيق الذي أنجزناه، يتراوح ما بين طُنَّين ونصف، وثلاث أطنان، حيث تكون الخَزَّانات هذه، ممتلئة دوما بالماء، وليس بشكل مناسباتي تستدعيه الظرفية، يتم بواسطته إخماد الحرائق البسيطة، أما الحرائق الكبيرة والشديدة، فتتطلب الاستعانة بالفوهة الأقرب لمسرح الحريق، حتى تتم مواجهة ومحاصرة ألسنة نيران رهيبة، لا تترك مجالا للإطفائيتين لاسترجاع الأنفاس، وملئ خزان سلاحهم بالرصاص/الماء، فوهات مثلما سبق الذكر، يكون بعضها، للأسف الشديد غير جاهز، وهو ما يضع الإطفائيتين ما بين مطرقة غضب المواطنين ولومهم بسبب ما يرونه بُطئا في التدخل، وسندان فوهات لا تسمن ولا تغني من جوع، وجودها كعدمه.

وأمام هذا الوضع الخطير فإن ساكنة مدينة تاونات تطالب الجهات المختصة من أجل التدخل وتوفير هاته الفوهات الحيوية، علما أن مدينة تاونات سبق وأن عرفت حرائق مهولة عرفت خسائر في الأرواح كما كبدت أصحابها خسائر مادية كبيرة رغم تدخل رجال الوقاية المدنية، نستحضر منها حريق شب بأحد المنازل بحي تاونات العتيقة و أدى إلى وفاة سيدة داخل منزلها حرقا، والحريق الذي أتى على حرق منزل بنفس الحي سنة 2019، حرائق أخرى متفرقة، وآخر هاته الحرائق مزارع حي احجردريان الذي دام لساعات رغم جهود عناصر الوقاية المدنية لإخمادها إلى جانب المواطنين.


كوارث ربما لم تكن كافية للقائمين على الشأن المحلي و معهم السلطات للتحرك وتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عبر توفير فوهات الحريق حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين، علما أن غالبية الأحياء لا تتوفر على فوهة حريق واحدة، ناهيك عن المرافق العمومية والساحات.

وأمام الغياب للجهات المعنية بهذا الوضع الخطير المتمثل في انعدام فوهات الحريق، يجد المواطن نفسه أمام واقع يهدد حياته وممتلكاته بشكل يومي كما تضيف معاناة أخرى لعناصر الوقاية المدنية، زيادة على معاناتهم المتمثلة في النقص الحاد على المستوى البشري واللوجستيكي، كيف لا و دائرة إقليمية لا تتوفر إلا على اليات لوجستيكية محدودة وعناصر معدودة يجب أن تغطي إقليم تاونات بجماعاته التاسعة والأربعون، ولمساحة جغرافية تقدر بـ 5.585 كلم².. !!!

الاخبار العاجلة