سفيان.ص
لم يكن يتوقع أشد المتشائمين أن يصبح حال مدينة فاس بهذا الشكل مع العمدة عبد السلام البقالي : نقل حضري كارثي، طرق مهترئة، حفر في كل مكان ، ظلام دامس في بعض الاحياء الكل صار مستاءًا من طريقة تدبير رئيس المجلس الجماعي للشأن المحلي بالعاصمة العلمية.
هذا التدهور الذي تعيشه حاليا الحاضرة الإدريسية جعل الساكنة تَحِنُّ إلى الأيام الخوالي مع العمدة السابق ادريس الأزمي. فهو على الأقل كما عبر عن ذلك المواطنون كان أكثر حرصا على إصلاح الأعطاب التي تعاني منها البنيات التحتية بالمدينة، و كان صارما في ضبطه لتوقيت عمل الموظفين خدمة للساكنة، و كانت له إنجازات مع قلتها شاهدة له و للنزاهة التي كان يتمتع بها أعضاء حزبه .
لكن بالمقابل، الآن تعاني في صمت: أعضاء ذوو سوابق قضائية و سمعة ملطخة تحولوا إلى منتخبين يسيرون مصالح أكثر من مليون نسمة.
و كل هذا على مرأى من العمدة الذي لا حول ولا قوة له لأنه مسكين مغلوب على أمره، ليست له القدرة الآن حتى على ضبط الموظفين الجماعيين المسؤول عنهم هو و نوابه و رؤساء المقاطعات، حيث تكاثر عدد الموظفين الأشباح ؛ أشباح لأن العديد منهم لا يحترم توقيت الوظيفة العمومية، و الكثير منهم يتسلل خلسة قبل موعد الخروج الرسمي تاركا المواطنين في انتظار مستمر دون قضاء حوائجهم و مصالحهم الإدارية.
مواطنون من مختلف الملحقات الإدارية استنكروا الغياب المتكرر لبعض الموظفين، و عبروا عن امتعاضهم من تماطل البعض و تعقيد المساطر الإدارية رغم بساطتها و وضوحها.
فأين هو السيد عبد السلام البقالي العمدة التجمعي الحاضر الغائب من ما يحصل ؟ نائم “في سابع نومة” كما العادة للأسف ؟
“أ فينك يا الدكتور الأزمي” هكذا تحسر أحد المواطنين على حقبة العمدة السابق ادريس الأزمي الادريسي ، فرغم بعض هفواته كان هاجسه الأول خدمة المواطنين و السهر على قضاء مصالحهم كما ينبغي. فهل سيستفيق العمدة الحالي من سباته و “غادي يزير معانا السمطة شويا” أم ستظل حليمة على عادتها القديمة ؟