لم تكن ساكنة المناطق التي ضربها الزلزال تتوقع أن لهذا الأخير وهزاته الارتدادية، التي حولت حياتهم إلى مأساة، وقع إيجابي كذلك على بعض مناحي حياتها، خاصة ما سجلته من ارتفاع لمنسوب المياه في عدد من الآبار التي كادت تنضب بسبب قلة التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة في السنوات الأخيرة.
وتفاجأ عدد من المواطنين، من ساكنة المناطق التي ضربها الزلزال، من ارتفاع منسوب المياه داخل الآبار بشكل ملحوظ، علاوة على عودة المياه إلى مجاريها ببعض المنابع بعد جفاف لسنوات، وارتفاع صبيب عدد منها.
وأكد سكان بالمناطق التي ضربها الزلزال بمناطق الحوز، وشيشاوة، أن منسوب مياه عدد من الآبار بهذه المناطق عرف ارتفاعا ملحوظا بعد الهزة.
وفي تفسيره لهذه الظاهرة، يرى عبد النبي المندور، مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، بأن الهزات الأرضية تساهم في حدوث تحولات على مستوى جريان أو صبيب المياه، خصوصا بالمناطق التي تتوفر على نسبة عالية من المياه الجوفية، وهذا ما يفسر ما وقع بالمغرب بعد زلزال الحوز.
وأوضح المندور، في تصريح لموقع قناة الاولى، أن الهزات الأرضية يمكن أن تساهم في عودة المياه للجريان بعد انقطاع كما قد تزيد من صبيب المياه ببعض المنابع.
وأبرز الأستاذ الجامعي المختص في الماء، أن تخزين المياه تحت الأرض يكون في طبقات جيولوجية إما قديمة أو حديثة، مكونة من طبقات كلسية تحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه في مغارات تحت الأرض، مشيرا إلى أن هذه المغارات بعد التعرض للهزات الأرضية تقع تحت ضغط قوي يجعلها تنفجر فيندفع الماء المخزن ويأخذ مجراه ويخرج بعد انقطاع أو قد يزيد نسبة الصبيب.
