يتساءل الرأي العام الفاسي و العديد من فعاليات المجتمع المدني بالحاضرة الإدريسية فاس عن السر وراء ثروة عدد من أعوان السلطة الذين أصبحوا يصنفون ضمن قائمة الأغنياء الجدد الذين اغتنوا من وراء استفحال البناء العشوائي ، حيث استطاع هؤلاء جمع مئات الملايين في فترة وجيزة، عن طريق التغاضي عن البناء العشوائي و تسليم شواهد السكنى و السماح لللباعة الجائلين بعرض سلعهم بالشوارع العامة فوق الأرصفة و غيرها من الممارسات اللا قانونية .
بعض أعوان السلطة بفاس و الذين اغتنو من البيع والشراء و عين ميكة على البناء العشوائي في خرق صارخ للخطب الملكية وطعنة في الظهر لجميع المخططات والبرامج التي استتثمرت فيها الدولة ملايير الدراهم من أجل مدن تحترم معايير السكن اللائق و الحفاظ على جمالية المحيط ما يتستوجب فتح تحقيق معمق ومحاسبة كل المتورطين في هذه الجريمة .
هناك أعوان سلطة بسطاء تحولوا بين عشية و ضحاها إلى أغنياء يصولون و يجولون بسيارات فارهة و قضاء عطلهم بالديار الأوروبية و أفخم المنتجعات السياحية بالمدن الشمالية ، و منهم ممن يعمل في المقاطعات والدوائر يعتبرون يومهم خاسرا إذا لم يجمعوا كل صباح بين خمسة مئة إلى ألفي درهم على الأقل حسب ما أفادته مصادر الحقيقة24.
و الحديث عن تناسل البناء العشوائي و الترامي على الملك العمومي و تحويل بنايات سكنية إلى محلات تجارية بالعديد من الأحياء بفاس يظهر جليا لماذا تحول بعض من هؤلاء إلى أغنياء دون حسيب و لا رقيب .
سنعود للموضوع و للحديث عن عناصر القوات المساعدة الذين عمروا سنوات و سنوات بملحقاتهم الإدارية و أصبحوا أخطبوط أو سرطانات فتاكة و كيف يعيشون على الابتزاز و الاسترزاق .