في خطوة غير متوقعة كما وصفها العديد من متتبعي الشأن السياسي الجهوي و المحلي بمدينة فاس، أقدم النائب الثالث للعمدة على تقديم استقالته من منصبه داخل مجلس جماعة فاس.
بالمقابل، رأى الكثير أن هذه الاستقالة كانت متوقعة نظرا لما رافق اسم “عبد القادر البوصيري” من جدل منذ توليه منصب نائب عمدة فاس.
هذا و صرح البوصيري في اتصال سابق بجريدة الحقيقة24 أن “استقالته كانت نتيجة غياب الجو الملائم للعمل، مؤكدا أنه كان مدافعا عن الساكنة بصوت مرتفع لكنه للأسف لم يجد الآذان الصاغية.”
و أشار رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن قرار البوصيري تقديم استقالته كان جراء الضغط الذي تعرض له و التضييق على اختصاصاته التي يكفلها له القانون، معتبرين أن هذه الخطوة لا تخدم الديمقراطية و تدفع الفاعلين السياسيين إلى الإبتعاد عن السياسة و عن الانخراط في تدبير الشأن المحلي بسبب التحرش المستمر الذي يتعرض أصحاب المواقف و الأصوات الحرة من طرف بعض الجهات.
عكس ذلك، اعتبر نشطاء آخرون أن استقالته لا تعدو أن تكون هروبا إلى الأمام، حيث يرى هؤلاء أن القضايا التي يُتابَع فيها نائب العمدة بالإضافة إلى تخلي الحزب عن الدفاع عنه عجّلا باستقالته.
و يرى بعض الأعضاء من داخل حزب الوردة أن البوصيري تعرض لهجمة شرسة من طرف رفاقه داخل الحزب بفاس، متسائلين عن غاية المكتب الإقليمي من إبعاد البوصيري بشكل غير مباشر : هل هي مواقفه ؟ أم تحركاته التي أصبحت تخيف بعض المسؤولين داخل الحزب ؟
عقب ذلك، أفاد بعض المتتبعون أن هذه الاستقالة ستكون الشرارة الأولى لتفكّك التحالف الحزبي داخل مجلس جماعة فاس، كما أنها ستؤدي إلى مزيد من التّصدّعات و الانشقاقات داخل حزب الاتحاد الاشتراكي بفاس و سيكون لها ما بعدها ؟ فهل سيستمر التحالف في الحفاظ على تماسكه داخل جماعة فاس ؟ و هل سيبقى حزب الوردة وفيا لوعوده التي قطعها مع ساكنة مدينة فاس ؟ سنرى.
يتبع..