عادل عزيزي
لا يسلم التلاميذ بإقليم تاونات من مكابدة المعاناة مع انطلاقة كل موسم دراسي، فإلى جانب تأخر أشغال بناء الحجرات الدراسية و عدم فتح أبواب الداخليات، يطفو على السطح مشكل مؤرق للآباء والأمهات بدواوير هذه المنطقة الجبلية الوعرة، حيث يصطدمون بغياب النقل المدرسي بعدة جماعات.
هذا الوضع الذي نادت عدة خطابات رسمية إلى تجاوزه والتخطيط عن بعد لتوفير شروط تمدرس سليمة، تشجع التلميذات والتلاميذ على الإقبال على التعلم، يبدو أنها لا تجد آذانا صاغية بإقليم تاونات، الذي سيتحول بعد أيام إلى فضاء جغرافي يخلق المحن للمتمدرسين، بسبب الأمطار والثلوج وفيضانات الوديان، حسب تصريحات متطابقة لفاعلين جمعويين ومتمدرسين وآباء.
و ارتباطا بالموضوع، فقد خاض تلاميذ مؤسسات التعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي و التأهيلي بجماعة عين عائشة صباح يوم الخميس 05 أكتوبر الجاري، مسيرة احتجاجية في اتجاه عمالة إقليم تاونات قطعوا خلالها أزيد من 30 كيلومترا، بعد معاناتهم الطويلة مع غياب النقل المدرسي لأكثر من خمسة أسابيع على بداية الموسم الدراسي الجديد.
المسيرة الاحتجاجية، التي شارك فيها تلاميذ من مختلف المستويات الدراسية رفقة أولياء أمورهم، عرفت ترديد مجموعة من الشعارات، التي تطالب السلطات الإقليمية والمنتخبة بتاونات بضرورة حل أزمة النقل المدرسي في القريب العاجل، من قبيل: “هذا عيب هذا عار.. التلاميذ في خطر”، و”اولادكم قريتهم وأولاد الشعب خليتهم”، وغيرهما من الشعارات.
المحتجون اتهموا رئيس جماعة عين عائشة بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه في الوقفة الاحتجاجية السابقة، مشيرين إلى أن التلاميذ أصبحوا عرضة لجميع أشكال التعذيب بسبب غياب وسائل النقل المدرسي.
وفي تصريح “للحقيقة 24” قال أحد المشاركين في الاحتجاج، “رئيس الجماعة حاول منعنا و تخويفنا من مواصلة المسيرة…و رجع قالنا فين ما مشيتو غا توليو عندي”، كما قال ” رئيس جماعة عين عائشة كيكدب علينا”، و أضاف “خاصنا نعرفوا شكون حرق حافلات النقل المدرسي”.
و قال أخر ، ” بغينا نكريو 207 باش نديو وليدلتنا للمدرسة لكن جانا الثمن غالي حيت الشيفور ديال 207 طلبنا 200 درهم عن كل تلميذ و حاشي جانا غالي بزافنن، لحقاش كلين لعندو جوج و ليدات وكاين لعندو ثلاثةون و هادشي مقدرناش عليه” حسب تعبيره.
ولم يخف المحتجون، في تصريحات متطابقة للحقيقة 24، أن مشكل النقل المدرسي أصبح من الأمور التي صارت تسرق النوم من جفونهم بسبب ما يعانيه أبناؤهم، مؤكدين أن هذا المشكل يجب أن يجد طريقه إلى الحل في القريب العاجل.
و للإشارة، فقد التهمت النيران أربع حافلات للنقل المدرسي تابعة لجماعة عين عائشة في شهر غشت الماضي، و كانت عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي بتاونات أن نجحت في فك لغز حرق الحافلات، حيث توصلت من خلال تنسيق محكم شاركت فيه كل الشعب الأمنية للشرطة القضائية بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تحت إشراف النيابة العامة المختصة، الأشخاص المشتبه بتورطهم في حرق الحافلات وعرضهم على العدالة.
