فاس ..إلى أين ؟

الحقيقة 2420 أكتوبر 2023
فاس ..إلى أين ؟

بقلم : زهير حنفي

نحتاج اليوم لشجاعة و صدق كبيرين لرؤية حقيقة ما يجري بفاس و لتجاوز القصور الذي اعترى تحليلنا كثيرا من الأمور ..فالعاطفة في بعض الأحيان تعمي البصائر !

استحقاقات السابع من شتنبر أفرزت و ما زالت تفرز ..و إفرازاتها غريب طعمها و لونها في بعض الحالات ! إلا أنها للأسف لم تفرز ما كنا ننتظره ( هنا بفاس على الخصوص)..فشعاراتهم كانت رنانة ، وخطبهم كانت براقة ، وأرقامهم تم تضخيمها ، لكن في الواقع لم نرى شيئا سوى صور يتم التقاطها عند كل حفرة يتم طمرها أو عمود كهرباء يعاد تشغيله !

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه لأمر أسوء من ذلك بكثير ..فلولا يقظة و حزم و حنكة سلطاتنا المحلية بقيادة والي الجهة و باقي أجهزة الدولة و مؤسساتها الأمنية لكنا أمام وضع أقرب إلى الفوضى و العبث ! ( عن ملفات الفساد نتحدث) .

  • على سبيل المثال لا الحصر – الإستحقاقات الأخيرة أفرزت ثماني برلمانيين عن فاس ، أين هم الآن ؟ اثنان منهم وراء القضبان ، و آخرون إما غارقون في مشاريعهم أو غارقون في صمتهم .. سيدة فقط هي من تسمع لها حسا هنا و هناك بين الفينة و الأخرى ..مجالسنا المنتخبة الأخرى لا أبغي الخوض في تفاصيلها فربما عناوين الصحف و قصاصات الأخبار و تقارير الأجهزة الأمنية كانت كفيلة بذلك ،

على من تقع مسؤولية هذا الوضع ؟ حتى نكون صادقين ، الفاعل السياسي أخطئ التقدير ..وقدم لنا بروفايلات أيام الانتخابات لم تكن في المستوى المطلوب ..
وحتى لا نجازف ونسقط في مستنقع العدمية ، أفرزت الإستحقاقات أيضا منتخبات و منتخبين لا تقرب أيديهم مال الغير ، شرفاء في عملهم ، مهمتهم يؤدونها في صمت و على أكمل وجه ، إلا أن هندسة وشروط التحالف القائم تعيق في كثير من الحالات عملهم ، كما أن الاستحقاقات أيضا أفرزت معارضة قوية غالبية أعضائها يجترون تجربة سابقة طبعتها النزاهة و نظافة اليد ، إلا أن تأثيرها في اتخاد القرار يظل محدودا بما لديها من آليات تدبير .

“بارك الله في جهود سلطتنا المحلية و أجهزتنا الأمنية.. ” مقولة أصبحت تسري اليوم على لسان الجميع ، خصوصا بعد حملات التطهير التي مست بفاس كثيرا من بؤر الفساد بشتى أنواعه ، حملات استبشرت بها الساكنة خيرا كثيرا آملة أن تتواصل دون انقطاع حتى تعاد لفاس سمعتها المعهودة ،

يوم أمس ، تم تجديد الثقة المولوية في السيد سعيد إزنيبر واليا على جهة فاس مكناس، و في هذا مباركة سامية لجهوده في محاربة الفساد وامتثاله الصارم للمقررات الوزارية الصادرة في هذا الشأن ، بتعاون إيجابي وناجع مع كل الأجهزة و المؤسسات المعنية ، ففاس تحتاج اليوم لرجال من طينة هؤلاء يستؤمنون على واقعها و مستقبلها الذي نأمل جميعا أن يكون خيرا و أفضل ،

Breaking News