قضاة المغرب غاضبين على قرار عزل نائب وكيل الملك بسبب مواقفه ، و صدروا بلاغ شديد اللهجة حيث خايفين من انخفاص الأمن المهني

الحقيقة 2427 نوفمبر 2023
قضاة المغرب غاضبين على قرار عزل نائب وكيل الملك بسبب مواقفه ، و صدروا بلاغ شديد اللهجة حيث خايفين من انخفاص الأمن المهني

سجل “نادي قضاة المغرب”، انخفاض منسوب الشعور بـ “الأمن المهني” لدى عموم القضاة بالمملكة، في ظل ما رصده من تزايد مطرد في فتح مساطر تأديبية في حق القضاة، آخرها القرار الصادر عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية والقاضي بعزل عفيف البقالي القاضي.

وعبر نادي القضاة في بلاغ أعقب اجتماعا طارئا عقده السبت، بعد توصل القاضي عفيف البقالي بمقرر العزل عن العمل، عن “مخاوفه من انخفاض منسوب الشعور بـ “الأمن المهني” الذي قد لا يرتد إلى السبب السالف فحسب، وإنما إلى عدم قدرة القضاة على “توقع” نتائج تدبير وضعياتهم المهنية، بما فيها مسطرة التأديب، ومدى احترام المعايير القانونية المتعلقة بها، والواردة في الباب الأول من القسم الرابع من القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، خصوصا مبدأ “التناسب” بين الفعل والعقوبة المنصوص عليه صراحة في مستهل المادة 99 من القانون التنظيمي المتعلق بالنظام الأساسي للقضاة، وفق قاعدة التدرج”.

 القضائي لم يكن إلا تجسيدًا لمواقفه المناهضة للفساد والتزامه بالقيم القضائية، موضحا أن انتماءه لنادي قضاة المغرب كان سببا في استهدافه.

واعتبر البلاغ أن “كل زعزعة لثقة القضاة في تدبير وضعياتهم المهنية من شأنه التأثير على اطمئنانهم، وهو ما قد يمس، بشكل غير مباشر، باستقلاليتهم واستقلالية السلطة القضائية التي يمثلونها”.

ولم يفت نادي قضاة المغرب إعلان “تضامنه اللامشروط مع هذا القاضي المشهود له بالنزاهة والاستقامة والكفاءة والدفاع عن استقلالية السلطة القضائية”، مشددا على أن ذلك “أكدته مختلف التقارير المنجزة على ذمة قضيته من طرف جهات رسمية عديدة، دعما منه لممارسة القضاة لحقهم الدستوري في التعبير”.

وعلى إثر السالف ذكره؛ قرر النادي إحالة ملف “الأمن المهني” للقضاة، ومعه قضية عفيف البقالي ، على أنظار المجلس الوطني لـ “نادي قضاة المغرب” الذي سينعقد بتاريخ 16 دجنبر 2023، باعتباره أعلى هيأة تقريرية بعد الجمع العام، وذلك من أجل تدارس سبل وآليات معالجته وإصدار توصياته بخصوصه.

وجدد القضاة تشبثهم بمضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى المجلس الأعلى للقضاء في فاتح مارس 2002، ولا سيما ما تعلق منها بـ: تعزيز الضمانات التي يكفلها الدستور للقضاة، والتجرد في تدبير وضعيتهم المهنية، والحرص على مكافأة خصال النزاهة والاستقامة والجدية والشجاعة.

وقال البقالي عبر بلاغ صادر عنه: “طبعا كل ما واجهني به المجلس الأعلى للسلطة القضائية الموقر طفا على السطح فجأة ومباشرة بعدما راسلته وأشعرته بالإخلالات المذكورة، لأفهم آنذاك أن التعبير عن مناهضة الفساد في صفحتي الفايسبوكية أخطر من الفساد في حد ذاته، كما أن انتمائي الجمعوي لنادي قضاة المغرب ذي الفكر والمبادرات الإصلاحية كانت سببا في استهدافي منذ الوهلة الأولى”.

Breaking News