حنان / م
في إطار المشهد السياسي المحلي، تعيش مقاطعة المرينيين في فاس فصلاً مظلمًا من الاضطرابات السياسية والتوترات بين أعضاء مجلس المقاطعة. بدأت التوترات بين رئيس المجلس، عضو من حزب الأصالة والمعاصرة، ونائبه الثاني من حزب الاستقلال، نتيجة لرفض الأخير التوقيع على تسليم مؤقت لصفقة عمومية لصيانة الطرق.
في أعقاب هذا الرفض، تم سحب التفويض من الأستاذ “علي لفحل” العضو المعني وتشكيل لجنة لتقييم الأخطاء وتصحيحها، ولكن هذه المبادرة قوبلت برفض غير مبرر. ومع مرور الوقت، اتخذ رئيس مجلس مقاطعة المريينين خطوات أخرى، أقصى من خلالها حزب الاستقلال من دوره في تدبير شؤون المقاطعة، واستبدله بالاتحاد الاشتراكي، دون مراعاة لميثاق التحالف.
وتجلى هذا الإقصاء اللا أخلاقي إلى منح التفويض بإشراف على مصلحة الأشغال الى أحد نوابه من الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والذي بالمناسبة يُعتبر من المقربين الى نائب من الأصالة والمعاصرة والذي يعتبر والده من مسؤولي الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
تأتي هذه التطورات في سياق يظهر فيه فشل التحالف وانقساماته، ويتساءل الكثيرون عن تأثير هذا العبث السياسي على مستقبل المنطقة والنخب السياسية المحلية. يبرز هذا المشهد كتجسيد لانهيار هرمي خطير يهدد بالإضرار بالاستقرار المحلي.
يبدو أن هذا التحالف الفاشل والغير منسجم يعكس تقاعس النخب السياسية ويفتح الباب أمام الفساد والتوترات السياسية التي تخدم أجندات ضيقة لبعض الاحزاب.