أصدرت غرفة الجنايات الإبتدائية بإستئنافية الجديدة ,حكمها في حاق شابين في عقدهما الثالث , حيث قضت ب 20 سنة من السجن في حق كل واحد منهما , أي ما مجموعه 40 سنة .
و قد جاء الحكم في حق الشابين بعد أن تم توقيفهما في وقت سابق بتهم جنائية تتعلق بالضرب و الجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه بإستعمال السلاح الأبيض إضافة إلى تهمة التسميم , بمقتضى الفصل 403 و 398 من القانون الجنائي .
و قد أخذ هذا الملف مجراه القانوني بعد أن توصلت عناصر الدرك التابعة لخميس متوح إقليم الجديدة , بإشعار قانوني يفيد بأنه تم نقل شاب إلى إحدى المصحات بالجديدة نتيجة تعرضه للإعتداء , و أنه فارق الحياة إثر ما لحق به من جروح و إصابات .
و بناءا على الإشعار الذي توصلت به عناصر الدرك , تم فتح تحقيق في الواقعة , إنطلق بالإستماع إلى والد الهالك , الذي صرح أنه ليلة الواقعة كان عائدا إلى المنزل حوالي الساعة الواحدة لكنه قبل أن يدخل إلى المنزل تفاجئ بإبنه و هو يهرع نحوه ليعانقه مطالبا إياه أن يسامحه , كما صرح الأب أنه شاهد رغوة تخرج من فم إبنه , إضافة إلى آثار الضرب على ظهره و عينيه و بعض المناطق الأخرى من جسمه , ليقوم بنقله على وجه السرعة إلى المصحة التي فارق فيها الحياة .
و في خضم التحقيق الذي أجرته عناصر الضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة , توصلت إلى أن شخصين بإحدى ضيعات العنب لهما علاقة بوفاة الهالك , لتقوم بتوقيفهما بعد أن حددت هويتهما و مكان تواجدهما .
و في خضم التحقيق مع الموقوفين صرح الأول أنه إستيقظ من نومه على صراخ المتهم الثاني و هو يصيح بوجود لص يحمل هاتفا , ويقوم بالإعتداء عليه بالضرب , ليقوم بدوره بحمل خيط كهربائي و يشارك في الإعتداء على الهالك و ضربه في مؤخرة رأسه ,مشيرا إلى أنه طالب شريكه التوقف عن الإعتداء لكنه لم يصغ إليه .
و أضاف المتهم أن الهالك غادر على متن دراجته النارية ,و في اليوم الموالي سمعا خبر وفاته , مؤكدا أنه حاول إشعار السلطات بما جرى لكن صديقه وجه إليه نظرات حادة جعلته يغادر المكان بعد أن إتفقا على إبقاء الأمر طي الكتمان .
لكن المتهم الثاني قدم تصريحات مخالفة للرواية التي قدمها الأول ,حيث إتهمه بأنه هو الذي بادر إلى الإعتداء على الهالك , و أرجع سبب الإعتداء إلى كونه كان رفقة الضحية على متن دراجته النارية و بدأ يتحرش به و هو الأمر الذي لم يستسغه ,مؤكدا أن نية القتل لم تكن حاضرة لديهما البتة .
و في سياق التحقق من الأسباب الحقيقية لوفاة الهالك أمر الوكيل العامة ,بإجراء تشريح طبي للهالك و كذالك خبرة سم على عينات من لعاب الضحية و على أحشائه للتحقق من أقوال الأب , و بالفعل توصل التشريح الطبي إلى أن الضرب و الجرح لم يكن لهما علاقة بوفاة الهالك و أن السبب الحقيقي وراء وفاته هو السم .