لم تعد الإختناقات المرورية التي تعرفها مجموعة من الشوارع الرئيسية بمدينة فاس تقتصر على المناسبات والعطل فقط، بل باتت معضلة تواجه مستعملي الطريق بالعاصمة العلمية بشكل شبه يومي، طيلة ساعات من النهار وخصوصا في أوقات الذروة، والفترة المسائية.
وسجل الفاسيون، ارتفاع حدة الإختناق المروري بمجموعة من الشوارع بالمدينة على غرار طريق صفرو على مستوى مدارة للمركب الرياضي ، الذي يعد أحد الشوارع الحيوية على مستوى المدينة بعد تنقيل المخكمة الابتدائية و الاستئنافية الى طريق صفرو بالقرب من المستشفى الجامعي الحسن الثاني و المركب الرياضي ، حيث بات هذا الشارع بمثابة كابوس لمستعمليه من مسؤولين قضائيين و محامين و موظفين و كذا اطباء و اطر طبية … بسبب المشاكل المرورية التي يعرفها ،بسبب كثرة التنقل الى هناك بسياراتهم الخاصة و سيارات الاجرة ناهيك على انها طريق مؤدية الى صفرو و بالتالي الحافلات و طاكسيات الصنف الثاني يتسببت في الكثير من الاحيان على حركة المرور بهذا الشارع ، وبشوارع أخرى من قبيل طريق ايموازر الرابط بين مدارة احد محطات البنزين و مدارة شارع مولاي هشام و مدارة حي النخيل على مستوى مدخل الطريق السيار ، و شارع الجيش الملكي بالقرب من مقهى بورجوا و ساحة لافياط ، الذي يعرف هو الآخر فوضى مرورية شبه يومية خصوصا على مستوى مدارة فندق بارصيلو و شارع الشفشاوني رغم إحداث نقطة ثابتة لشرطة المرور على مستوى هذا المحور الطرقي.
ووفق ما عاينته “الحقيقة24″، فإن الاختناق الذي تعرفه هذه الطرقات، يتسبب في بطء الحركة المرورية، مما ينتج عنه تعطل مصالح المواطنين نتيجة “البلوكاج” الذي تعرفه الطرق، ناهيك عن المناوشات التي تقع بين السائقين في كثير من الأحيان، الأمر الذي بات يؤرق مستعملي الطريق، ويتطلب مراجعة، بناء على نظرة تقنية علمية مواكِبة للعصر وللصبغة العالمية التي تكتسبها الحاضرة الادريسية فاس سيما انها مصنفة ضمن المدن التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030 .
وبهذا الخصوص، قال مهتمون بالشأن المحلي، إن المشاكل المرورية التي تعرفها المدينة، تعود لعدة أسباب، لعل أبرزها غياب رؤية واضحة لدى المسؤولين عن الشأن المحلي بهذا الخصوص، والتدبير العشوائي لهذا المجال، والذي نتج عنه قرارات لم تزد الوضع إلا تعقيدا، وفي العديد من الشوارع تزداد الأمور تعقيدا بسبب الوقوف deuxieme position للسيارات .
ويتساءل مواطنون عن أسباب هذه الإختناقات، وما إذا كانت الجهات المكلفة بتدبير الشأن المحلي تملك رؤية لهذه المسألة التي تزداد حدة سنة بعد سنة، ما حول هذه الشوارع بمدينة فاس إلى فضاء يخنق الأنفاس ويضخ مزيدا من غاز الكاربون.