الاطفال المتشردين بفاس دايرين حالة فالسطوبات و الشوارع و السلطات كاتفرج فهاد الشوهة و حتى حد ما تحرك

الحقيقة 249 مارس 2024
الاطفال المتشردين بفاس دايرين حالة فالسطوبات و الشوارع و السلطات كاتفرج فهاد الشوهة و حتى حد ما تحرك


باتت ظاهرة الأطفال في حالة تشرد بشوارع و أزقة  فاس مقلقة  لدرجة كبيرة، لاسيما وسط المدينة، حيث صارت شبحا يخيم على السير العام لحركية المدينة،و لا تنفك هذه الظاهرة عن الإرتفاع حيث يتزايد عدد هؤلاء الأطفال بشكل دوري،و يتكثلون في مجموعات، وقس على ذلك مظاهر الإنحراف و الجريمة التي ترافق هذه الظاهرة  و ما أنتجته و تنتجه من تداعيات على المدينة و المجتمع، في ظل إستمرارها بدون برنامج عمل محلي واضح للحد من إنتشارها و خلق آفاق جديدة لهؤلاء الأطفال، لا سيما أنهم ما يزالون في عمر الزهور و يستحقون إلتفاتة حقيقية من الدولة و المجتمع و الهيآت الجمعوية و الحقوقية،خدمة للحاضرة الإدريسية و المجتمع عموما.

ليس في مدينة فاس أو عابر منها، إلا و لاحظ مرارا في شوارعها و أمام شارات المرور و غيرها من الأماكن، تجمهر أطفال يحملون بين أيديهم علب “السيليسيون” الذي يدمن عليه هؤلاء الأطفال رغم صغر سنهم، الأمر الذي يجعلهم في حالة تخدير شبه دائمة،و هو ما ينتج العديد من الأمور الأخرى في الظاهر و حتى في الكواليس،فتارة تجد هؤلاء الأطفال يشهرون الأسلحة البيضاء في وجه بعضهم البعض، قد تصل إلى مستوى إعتداءات جسدية خطيرة، و تارة أخرى تجدهم في صراع مع أرباب المقاهي و المحلات بسبب المضايقات التي تصدر عن هؤلاء الأطفال،و تجدهم تارة أخرى يتسلقون الشاحنات من الخلف بطريقة تعرض حياتهم لخطر حقيقي دون أن يدركو خطورة الأمر.

أما كواليس هذه الظاهرة، فهي مخيفة جدا، حتى و إن لم تطفوا مظاهرها إلى السطح سوى أحيانا، فكم من مرة إهتز الرأي العام المحلي، على حوادث الإغتصاب كان ضحاياه أطفال في حالة تشرد، على أيدي راشدين من نفس الفئة، كم من مرة تعرض هؤلاء الأطفال للضرب و التعذيب   على أيادي آثمة شبه منظمة تقتات بهولاء الأطفال عن طريق تسخيرهم في عملية التسول و بيع المناديل و مسح زجاج السيارات  و غيرها من الأنشطة التي قد تتطور مع مرور الوقت و تصير شيئا خطيرا.

ظاهرة الأطفال في حالة تشرد بفاس على غرار المدن الأخرى،شجرة تخفي غابة و عوالم أخرى، لو تم فُتح تحقيق دقيق حولها،سيُسفر حتما عن نتائج و معطيات خطيرة.

كثيرة هي الجمعيات و المراكز التي تحصل على دعم سنوي من الدولة، لإيواء هؤلاء الأطفال و خلق برامج لإعادة إدماجهم، لكن تظل هذه الظاهرة في إرتفاع غريب بمدينة فاس يدفعنا إلى طرح العديد من التساؤلات.

أين تذهب ميزانيات الدولة المخصصة لإعادة إدماج الأطفال في حالة تشرد؟
هل يقتصر نشاط الجمعيات على المناسبات الفلكلورية و إلتقاط الصور و تضخيم الميزانيات؟

الاخبار العاجلة