رغم شكاوى المهنيين من تراجع نشاط المقاهي خلال شهر رمضان الحالي بسبب الاوضاع الاقتصادية الراهنة؛ فإنه يمكن القول بأن هذه الفضاءات لا تعاني من الكساد نتيجة اغلاق ابوابها لساعات طويلة، اذ تشكل الفترة المسائية من كل يوم فرصة لاستعادة نشاطها وزبائنها الذين غابوا عنها خلال النهار.
وتبقى السمة البارزة التي تظل بادية للعيان، هي الاقبال الكثيف على المقاهي، حيث تبدو مختلف المقاهي بفاس ممتلئة عن اخرها لروادها الباحثين عن السمر وتبادل الأحاديث رفقة الأصدقاء خلال الشهر الفضيل.
فبمجرد الانتهاء من تناول الافطار، ومشاهدة بعض البرامج التلفزية، يتهاوى آلاف من ساكنة المدينة الى اقرب مقهى اليهم لقضاء سويعات سمر مع الاصدقاء والاصحاب.
وتتطاول مقاهي شارع الحسن الثاني و علال ابن عبد الله على الرصيف، حيث يتحول الشارع برصيف إلى ملحق بالمقهى، إذ يبحث الناس عن أماكن في الهواء الطلق.
وتحضر قضايا الساعة في مختلف المجالات السياسية، على طاولات هذه المقاهي، فيما يلتف رواد آخرون حول طاولة بحواسيبهم لإتمام عملهم ، فيما آخرون ينشغلون بهواتفهم النقالة و تصفح ما تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي .
وعموما تتميرز ليالي رمضان بالعاصمة العلمية فاس ، بمجموعة من العادات الراسخة التي حافظت عليها ساكنة المدينة طيلة عقود من الزمن، وهي العادات التي تجمع بين الحفاظ على التعاليم الدينية خلال الشهر الفضيل من صلاة وتروايح وصدقات، وأخرى تشمل قيم إجتماعية ما تنفك تبرز بقوة خلال هذا الشهر من زيارة للأهل والأصدقاء، والسمر خلال الليالي في مختلف المنتزهات والمقاهي الشهيرة بفاس .