تحولت معظم شوارع مدينة فاس إلى أكبر مطرح للنفايات، وقد بدى محيط العديد من المؤسسات التعليمية والأزقة بالأحياء السكنية، يكتسي حلة جديدة من الأكياس البلاستيكية التي نهشتها الكلاب الضالة وتركتها تتطاير وتعطر المكان روائح نثنة وحشرات ضارة وطيور جائعة..في الوقت الذي اختفت فيه حاويات النفايات التابعة للشركة المفوض لها قطاع النظافة ، فيما أصوات بعض المسؤولين تقول: ” غير صبرو راه الشركة الجديدة جاية في الطريق…”.
تدني خدمات النظافة وتفاقم أزمة الأزبال والنفايات بالشوارع والطرقات قبيل عيد الاضحى ، كلها عوامل عمقت من حجم المشاكل التي هددت الفضاء البيئي بالعاصمة العلمية ، حيث تضرر بشكل خطير بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من مطرح النفايات بالمدخل الجنوبي للمدينة ، إذ أن التجوال بأحياء سايس بات مقلقا مع ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها العاصمة العلمية و كذا الروائح الكريهة المنبعثة من هذا المطرح ، لكن الغريب في الأمر هو حجم الصمت الذي يخيم في الأرجاء من قبل المسؤولين والفاعلين السياسيين وحتى من طرف العديد من الجمعويين عدا بعض الغيورين الذين يرون في الأمر احتقارا وتنقيصا من تاريخ المدينة وماضيها المشرق الذي كان يتغنى مياه متدفقة وحدائق ذات بهجة وروائح تغذي الروح وتنعش الأجساد وتداوي الأمراض نظرا لمكانة فاس التاريخية و الثقافية و الروحية .
هم بعض الغيورين عن المدينة الذين لم يقفوا مكتوفي الأيادي، بل حولوا الفضاء الأزرق إلى منصة للنقاش والدفاع المستميت عن المدينة تماشيا وروح الدستور…يسائلون يستفسرون عن السر وراء تهميش مدينتهم من خلال تدني أبسط الخدمات بها، ومنهم من صب جم غضبهم على الكيفية التي يدبر بها قطاع النظافة بالمدينة التي أصبحت غارقة في الأزبال بعد أن كانت تصنف من المدن النظيفة رغم شساعتها ، قبل أن تطالها المظاهر العشوائية من كلاب ضالة ودواب ونفايات وروائح كريهة، وعربات مجرورة بالبغال والحمير، ناهيك عن تفشي ظاهرة الباعة المتجولين بصورة مقلقة محولين شوارع المدينة إلى مطرح للنفايات والأزبال.
وضع كهذا يسائل القائمين على تدبير شؤون المدينة، وهم الذين رفعوا شعارات إبان حملاتهم الانتخابية وظلوا يتغنون بها، وتعهدوا بتنزيلها بعد أن عاهدوا من صوتوا عليهم بعد أن منحوهم ورقة العبور نحو تقلد كرسي المسؤولية و الجلوس لتدبير الشأن المحلي بفاس.