يشهد العالم انخفاضًا ملحوظًا في أسعار النفط الخام، حيث تراجعت في تعاملات اليوم الأربعاء، 5 يونيو 2024، نتيجة لمخاوف الأسواق بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط.
فبحلول الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.05% لتصل إلى 73.22 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة للخام العالمي “برنت” بنسبة 0.04% لتصل إلى 77.48 دولار للبرميل، وفقًا لبيانات موقع “بلومبرغ”.
يذكر أنه في جلسة التسوية أمس، تراجعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 1.3% لتغلق عند 73.25 دولار للبرميل، بينما انخفضت عقود “برنت” بنسبة 1% لتغلق عند 77.52 دولار للبرميل.
تأثير أسعار النفط على السوق المغربي
على الرغم من الانخفاض العالمي في أسعار النفط، لم تظهر أية بوادر لانخفاض أسعار الوقود في المغرب.
وهناك عدة عوامل تساهم في هذا الثبات النسبي لأسعار الوقود المحلية، منها:
1. السياسات الضريبية:
تفرض الحكومة المغربية ضرائب مرتفعة على المنتجات البترولية، مما يجعل تأثير الانخفاضات العالمية في أسعار النفط محدودًا على السوق المحلية.
فالضرائب تشكل جزءً كبيرًا من سعر الوقود النهائي، وبالتالي حتى إذا انخفضت الأسعار العالمية، فإن الجزء الأكبر من التكلفة لا يتأثر بشكل كبير.
2. تكاليف التوزيع والتخزين:
هناك تكاليف إضافية تتعلق بنقل وتوزيع وتخزين الوقود داخل المغرب، هذه التكاليف قد لا تتغير بالتوازي مع تغيرات الأسعار العالمية، مما يساهم في ثبات الأسعار المحلية.
3. سوق الصرف:
يتأثر سعر النفط بالدولار الأمريكي، وأي تقلبات في سعر الصرف بين الدولار والدرهم المغربي يمكن أن تؤثر على تكلفة استيراد النفط، حتى مع انخفاض أسعار النفط بالدولار، قد لا ينعكس ذلك بنفس القدر إذا كان هناك تراجع في قيمة الدرهم مقابل الدولار.
4. سياسات الاستيراد:
يعتمد المغرب بشكل كبير على استيراد النفط المكرر، وعقود الاستيراد طويلة الأجل قد لا تعكس التغيرات الفورية في الأسعار العالمية، هذه العقود غالبًا ما تكون بأسعار ثابتة أو محددة سلفًا، مما يعني أن الانخفاضات الحالية قد لا تؤثر على الأسعار المحلية إلا بعد فترة زمنية.
5. هوامش ربح الشركات:
قد تسعى شركات توزيع الوقود إلى الحفاظ على هوامش ربح ثابتة أو تعويض خسائر سابقة، مما يؤدي إلى عدم تمرير كل انخفاض في الأسعار العالمية إلى المستهلكين.
تأثير ذلك على المواطنين
يثير عدم انخفاض أسعار الوقود رغم تراجع الأسعار العالمية استياء المواطنين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة.
ارتفاع أسعار الوقود ينعكس على تكاليف النقل والسلع والخدمات، مما يزيد من الضغط الاقتصادي على الأسر.
في المجمل، يعتبر الحفاظ على استقرار أسعار الوقود جزءًا من استراتيجية اقتصادية معقدة تتأثر بعوامل متعددة، لكن المواطنين غالبًا ما يشعرون بأثرها السلبي في حياتهم اليومية