في الوقت الذي يتواصل الجدل حول الوضع “الفوضوي” و”السائب” الذي تسبّبَ فيه “غياب” المجلس الجماعي بفاس و مصالح اونسا و مصالح حفظ الصحة عن تأدية دورهم المنوط بهم في مراقبة الجودة و نقل اللحوم و تخزينها في مدينة فاس التي ترزح تحت مشاكل بنيوية ولوجستية صارخة في هذا المجال يواصل المواطنون والفعاليات المهتمة بصحة المستهلك غياب شاحنة نقل اللحوم الحمراء في المدينة ما يكفل بضمان وصول هذه اللحوم إلى المستهلك في ظروف صحية ملائمة.
في خضمّ ذلك، يتواصل نقل اللحوم الحمراء من المجزرة الجماعية او من المجازر السرية لتوزيعها على مجازر الاسواق النموذجية و محلات الجزارة على متن سيارات تفتقر إلى أدنى شروط الصحة والوقاية المطلوبة.
وفي هذا السياق، عاينت الحقيقة24 قبل قليل من زوال يومه الثلاثاء 11يونيو الجاري على مستوى السوق النموذجي انس3 بطريق عين الشقف التابع للملحقة الادارية عين اعمير سيارة كبيرة الحجم تحمل مئات الكيلوغرامات من اللحوم الحمراء في ظروف صحية كارثية و تحت حرارة مرتفعة بالعاصمة العلمية.
هذا ، و قد افادت مصادر من عين المكان انه يتواصل نقل اللحوم على متن سيارات تفتقر إلى أدنى شروط السلامة الصحية الواجب توفّرها خلال نقل مادة حيوية وسهلة التلف والتلوث، إذ تبقى عرضة لنقل العديد من الأمراض في ظل الظروف التي تُنقل بها حاليا الى حزار بهذا السوق ، خصوصا إن كان ناقلوها أو أحدهم مصابا بمرض مُعدٍ؛ ناهيك عن الظرفية الوبائية الحالية وما تطرحه من إمكانية نقل جراثيم وبكتيريات عبر هذه اللحوم.
ويرى المتتبّعون للشأن المحلي في فاس أن هذه الوضعية “الشاذة” تتطلب من الجهات الوصية على القطاع تدخّل عاجلا من خلال فرض مراقبة صارمة على نقل اللحوم الحمراء وغيرها من المواد الحيوية. وتتمثل أولى الخطوات التي على المجلس الجماعي للمدينة البدء بها في هذا الإطار الإسراع إلى اقتناء شاحنات لنقل اللحوم في أفضل الظروف الصحية و كذلك تحرك onssa من اجل زجر مثل هذه الحالات رفقة لجان حفظ الصحة .