تشهد مدينة فاس في الآونة الأخيرة تنامياً ملحوظاً لنشاط دعارة الإفريقيات، الذين يستغلون مختلف القنوات والأماكن لتوسيع رقعة نشاطهم غير القانوني بعيدا عن مرآى و مسمع السلطات المحلية و الاجهزة الامنية .
هذه الظاهرة باتت تشكل هاجساً أمنياً واجتماعياً وصحياً يمكن اعتباره خطيرا ، حيث انتشرت عبر مواقع الدردشة، وحمامات الماساج SPA، والعلب الليلية و تطبيقات هاتفية ، مما يفاقم المخاوف من انتشار الأمراض المنقولة جنسياً، وفي مقدمتها فيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) الذي يعرف ارتفاعا مهولا بإفريقيا جنوب الصحراء .
تستغل هذه “المافيات” وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة لاستدراج الزبائن وتوسيع شبكة عملائهم ، مستغلين الطبيعة السرية لهذه الوسائل للترويج لنشاطاتهم غير المشروعة ، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت حمامات الماساج والعلب الليلية نقاطاً رئيسية لأنشطتهم، حيث يتم فيها تقديم الخدمات الجنسية تحت غطاء خدمات أخرى.
وتشكل هذه الأنشطة غير القانونية تهديداً حقيقياً للصحة العامة، مع تزايد المخاوف من انتشار فيروس (السيدا) بين الأوساط المختلفة في فاس و الجهة على حد سواء .
وفي ظل هذا الوضع المقلق، الحقيقة24 في اطار تحقيقها تطالب بضرورة تدخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بشكل عاجل للحد من انتشار هذه الظاهرة والتصدي للمافيات المتورطة في استدراج زبنائها الى منازل “هاي كلاص” موزعة بين احياء الحاضرة الادريسية و تديرها إفريقيات منحدرات من مدن مغربية اخرى او وافدات من دول افريقيا .
يستدعي الأمر جهوداً مكثفة من كافة الجهات المعنية، بما في ذلك تعزيز الدور الرقابي على المواقع الإلكترونية والمرافق المشبوهة ، وتكثيف الحملات الأمنية لضبط المشتبه بهم وإحالتهم على القضاء .
كما ينبغي تعزيز التعاون مع المنظمات الصحية والاجتماعية لتقديم الدعم والرعاية للنساء اللواتي يقعن ضحية لهذه المافيات، وتوفير برامج توعية وتثقيف صحية للحد من مخاطر الأمراض المنقولة جنسياً.
في النهاية، يبقى التصدي لهذه الظاهرة واجباً جماعياً يتطلب تضافر جهود الجميع، بدءاً من الأفراد وانتهاءً بالمؤسسات القضائية و الامنية ، لضمان حماية المجتمع من هذه المخاطر وتأمين بيئة آمنة وصحية للجميع.