في ظل غياب أي تدخل أو محاولة من المصالح المختصة للقضاء على ظاهرة انتشار المختلين عقليا بعدد من المناطق بفاس، على رأسها وسط مدينة فاس، تتواصل معاناة المواطنين بالمدينة مع هذه الفئة التي باتت تتكاثر بشكل ملفت، يطرح العديد من علامات الإستفهام.
ورغم الحملات التي تقوم بها السلطات بين الفينة والأخرى، لنقل المختلين عقليا من الشوارع إلى مراكز الإيواء، بهدف تقديم الرعاية المناسبة لهم وضمان أمن المواطنين ومستعملي الطريق وهي الحملات التي لاقت استحسان المواطنين، إلا أن التفاؤل والارتياح لم يدم طويلا، حيث يتفاجئ المواطنين في كل مرة، بهؤلاء الأشخاص يتجولون في الشوارع، في كل مرة وذلك بعد تحييدهم من الشارع العام، ليتضح بعد ذلك أنه يتم إطلاقهم من مراكز الإيواء و المستشفى المختص مباشرة بعد ساعات قليلة من استقبالهم، دون تقديم تفسير واضح للأسباب وراء هذا الإجراء، وهو الأمر الذي أثار مخاوف وشكاوى المواطنين، الذين يعتبرون عودة المختلين إلى الشارع العام تهديدا مباشرا لأمنهم وسلامتهم.
وأصبحت ظاهرة تواجد مئات المختلين عقليا في الشوارع، تقلق المواطنات والمواطنين، نظرا لما تنطوي عليه اعتداءاتهم من مخاطر متعددة، في ظل غياب حلول جذرية من أجل الحد من انتشار هؤلاء الأشخاص بالشارع العام، ناهيك عن إساءتها لصورة المدينة وكذا مسؤوليها.
وبالرغم من استعداد مجموعة من مدن المملكة ضمنها العاصمة العلمية فاس ، لتنظيم تظاهرات رياضية قارية وعالمية، إلا أن هذه الأخرى لم تشفع بتدخل من يهمهم الأمر لمعالجة هذه الظاهرة، إذ لازالت شوارع بالمدينة من قبيل ساحة فلورانس ، ومحيط جردة الريكس ، و شارع الحسن الثاني وسط فاس تستقبل المزيد من المختلين والمنحرفين والمتسكعين وتئن تحت وطأة مشاهدة مقززة، مختلون عقليا يتجولون بكل حرية بين المواطنين منهم الحفات ومنهم العرات ومنهم من يقتات من حاويات الازبال ومنهم من يخرب الممتلكات العامة.
وتظل مشكلة تواجد المختلين عقليا في شوارع وأزقة الحاضرة الادريسية ، قضية حساسة ومعقدة تتطلب تعاونا مكثفا بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك المجالس المنتخبة بالمدينة الجهات الحكومية والمجتمع المدني، ويأمل سكان فاس في أن تتخذ هذه الجهات خطوات جادة ودائمة لضمان سلامة الجميع وتحقيق التوازن بين حقوق المختلين العقليين، وحق المواطنين الفاسيين في الأمن والأمان.