إذاعة إسبانية : المغرب عرف تحولات كبيرة تحت قيادة الملك محمد السادس

الحقيقة 2430 يوليو 2024
إذاعة إسبانية : المغرب عرف تحولات كبيرة تحت قيادة الملك محمد السادس


خصص الموقع الإلكتروني لإذاعة “كابيتال راديو” الإسبانية، أمس الاثنين، مقالا مطولا للذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش الدولة العلوية.

وجاء في المقال المذكور، أن المغرب شهد على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، تحولا كبيرا تحت قيادة الملك محمد السادس، حيث روج العاهل المغربي، منذ اعتلائه العرش عام 1999، لرؤية للتحديث والتنمية شملت جوانب متعددة من المجتمع والاقتصاد المغربي.

وشكل الاستثمار الضخم في البنية التحتية أحد الركائز الأساسية لهذا التحول، مع مشاريع مثل ميناء طنجة المتوسط ​​الذي أصبح الأهم في أفريقيا، وخط القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء (الأول في القارة الأفريقية)، وشبكة الطرق السريعة الواسعة التي تربط المدن الرئيسية في البلاد ساهمت بشكل كبير في تحسين الاتصال والقدرة التنافسية في المغرب.

وعلاوة على ذلك، فإن الالتزام بالطاقات المتجددة، والذي يتمثل في محطة نور للطاقة الشمسية، يوضح التزام الدولة بمستقبل مستدام. وقام المغرب بتنويع قاعدته الإنتاجية، وجذب الاستثمارات في قطاعات مثل صناعة السيارات، من خلال إنشاء مصنعي رينو وستيلانتس. وقد وضعت البلاد نفسها كمركز لوجستي وإنتاجي، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا.

وبرز المغرب كمركز رئيسي لإنتاج البطاريات الكهربائية، مدفوعا بالنمو الكبير في قطاع السيارات وجذب الاستثمار الأجنبي، حيث لدى الحكومة المغربية خطط طموحة بحلول عام 2030، سيكون ما يصل إلى 60٪ من السيارات المصدرة من البلاد كهربائية. وهو يتماشى هذا مع الاتجاه العالمي نحو كهربة النقل والاستدامة.

وعلى مستوى الدبلوماسية والتعاون الدولي، لعبت الدبلوماسية المغربية دورا حاسما في هذه الفترة. وقد عززت البلاد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وكثفت وجودها في أفريقيا، مع تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب. وكان الإنجاز المهم هو الاعتراف الدولي المتزايد بالسيادة المغربية على الصحراء.

ووصلت العلاقات الحالية بين إسبانيا والمغرب إلى حالة إيجابية ملحوظة، يعتبرها الكثيرون أفضل لحظة منذ عقود. ويرجع هذا التعزيز جزئيا إلى الاعتماد المتبادل المتزايد على القضايا الأمنية والتجارية. وكان التعاون في مجالات مثل إدارة الهجرة والتبادل التجاري والاستثمارات الثنائية ضروريا لتطوير علاقة أقوى ومتبادلة المنفعة.

تاريخيا، كانت العلاقات بين إسبانيا والمغرب معقدة، واتسمت بالقرب الجغرافي وسلسلة من التحديات السياسية والاجتماعية. وقد جلب تأثير الأزمة الاقتصادية عام 2008 في إسبانيا تغييرات سياسية واجتماعية مهمة.

وأدى ظهور أحزاب سياسية جديدة مثل بوديموس، وسيودادانوس، وفوكس إلى تعديل المشهد السياسي الإسباني، مما أثار اهتماما خاصا لدى النخبة المغربية لفهم هذه التحولات وانعكاساتها على العلاقات الثنائية. كما سلطت الأزمة الضوء على الحاجة إلى مزيد من التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، عمل البلدان بجد لتعزيز علاقاتهما، مع التركيز على المصالح المشتركة والتعاون الوثيق في مجالات متعددة.

وقد شكل صراع “الصحراء” قضية مركزية أخرى في العلاقات بين البلدين. ولسنوات عديدة، كانت هذه القضية بمثابة مقياس حرارة للعلاقة الإسبانية المغربية، وولدت التوترات والخلافات. ومع ذلك، فإن التغيير الأخير في موقف إسبانيا بشأن هذه القضية قد سهّل حدوث تحول إيجابي في العلاقات، مما سمح بمزيد من التوافق في المصالح وتقليل الاحتكاك.

ومن الناحية الثقافية واللغوية، سهّل القرب الجغرافي عمليات تبادل كبيرة. في المناطق الشمالية من المغرب، مثل طنجة وتطوان، تعد معرفة اللغة الإسبانية شائعة بسبب قربها من إسبانيا والتأثير التاريخي. في الآونة الأخيرة، كان هناك أيضًا زيادة في الاهتمام بتعلم اللغة الإسبانية بين النخبة المغربية، الذين كانوا تقليديًا أكثر توجهاً نحو الثقافة الفرنكوفونية.

ويعكس هذا الاهتمام المتزايد باللغة والثقافة الإسبانية الرغبة في التغلب على الحواجز اللغوية وتعزيز التفاهم الأعمق بين البلدين. ويبرز التعاون في قطاع الأغذية الزراعية أيضا كعنصر حاسم في العلاقات الإسبانية المغربية. وفي اجتماع ثنائي عقد مؤخرا بين وزير الفلاحة والصيد البحري والأغذية الإسباني، لويس بلاناس، ونظيره المغربي، محمد صديقي، تم التأكيد على الاهتمام المتبادل بتحسين التبادلات التجارية في مجال الأغذية الزراعية.

ويمثل التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 فرصة تاريخية لإسبانيا والمغرب لتعزيز علاقاتهما وتعزيز تعاون أكبر على المستوى العالمي. ولا تؤكد هذه الأنواع من المبادرات على أهمية العلاقات الثنائية فحسب، بل تعمل أيضًا كمنصة لمزيد من المعرفة والتفاهم المتبادل.

Breaking News