أسدل القضاء الستار على قضية المشعوذ الذي قتل خليلته وحرق جثتها، بعدما أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، الحكم الصادر ابتدائيا والقاضي بالمؤبد في حق المتهم الذي قتل خليلته المنحدرة من الدار البيضاء وأحرق جثتها، بعد تأجيل مناقشة الملف لجلستين لتعيين محام للدفاع عنه في إطار المساعدة القضائية.
وتعود تفاصيل القضية، إلى 15 دجنبر الماضي، حيث أُشعرت عناصر الدرك، في حدود السابعة وأربعين دقيقة صباحا، بالعثور على جثة امرأة متفحمة بتراب دوار النواصرة، بجماعة وقيادة الحوزية، ضواحي أزمور.
وعند انتقالها إلى المكان، عاينت أن ألسنة اللهب ما زالت مشتعلة بالجثة، فتم التقاط صور فوتوغرافية لها، ولتحديد هوية الفاعل، تمت الاستعانة بكاميرات المراقبة بمجموعة من المنازل والمحلات التجارية ومحطات الوقود، فلاحظت عناصر الدرك مرور سيارة يميل لونها إلى الأزرق الداكن، في حدود الساعة الثالثة صباحا، تعذر تحديد أرقام لوحتها لرداءة جودة التصوير، وتبين للمحققين وجود غطاء ملفوف أصفر اللون بكراسيها الخلفية.
وبعد مراجعة كاميرات المراقبة الخاصة بإحدى الفيلات اتضح لعناصر الضابطة القضائية اندلاع نيران فجأة، ثم رجوع السيارة نفسها مسرعة. ونجحت عناصر الدرك في تحديد نقطة انطلاق السيارة، وهو دوار “الغضبان”، قبل أن يتم تحديد مكان وجودها، فطلبت عناصر الدرك من سائقها الخمسيني والذي كان برفقته ابنه، فتح صندوقها الخلفي، حيث عثر بداخله على كيس بلاستيكي يحتوي على نعل وملابس نسائية وكذا قنينة بلاستيكية فارغة بها رائحة البنزين.
وعند استفسار سائق السيارة عن سبب وجود هذه الأشياء بسيارته، بدت عليه علامات الارتباك، وحاول التخلص من هاتفين محمولين بتسليمهما لابنه، قبل قطر السيارة المعنية لمقر القيادة الجهوية للجديدة.
وعند الوصول إلى المركز تم تفتيش المشعوذ، فعثر بمحفظته على وثائق منها بطاقة تعريف اسم شابة تنحدر من الدار البيضاء وبعد تنقيطها تبين أنها تشكل موضوع برقية البحث لفائدة العائلة من قبل أمن عين الشق، كما أجرت عناصر الدرك الملكي تفتيشا بمنزله تبين أنه محل لممارسة أعمال السحر والشعوذة من خلال العثور على بقايا شموع.
و ذكرت الصباح أنه، وبعد تفحص الهاتفين عثر على صور فوتوغرافية تخص صاحبة البطاقة الوطنية، وعلى كافة جسدها كدمات زرقاء، إضافة إلى فيديو يوثقه المشعوذ وهو يستفسرها في حالة هيستيرية حول إقامتها لعلاقة جنسية مع أحد الأشخاص طالبا منها الاعتراف تحت التهديد، واعترفت له بذلك، وظهرت على محياها علامات الخوف والارتباك.
واعترف المشعوذ أنه أقام علاقة غير شرعية مع الضحية لوجود خلاف مع زوجته وانقطاع علاقته معه، كما اعترف بتعنيف خليلته نتيجة ربطها لعلاقة مع أحد الأشخاص، وقام بتوثيق ذلك.
واعترف بأنه قام بفعلته لأنه كان ينوي الزواج منها، و بعدما قام بالاعتداء عليها بالضرب ساءت حالتها الصحية إلى أن فارقت الحياة،و حينها قام بنقلها على متن سيارته، بعدما فكر في التخلص من الجثة وطمس معالم جريمته دون كشف أمره بعدما اقتنى كميات من البنزين من إحدى المحطات وقام بحمل الجثة وشحنها داخل سيارته ونقلها في اتجاه دوار النواصرة وحرقها والعودة إلى منزله قبل أن يتم تحديد هويته وإيقافه