مازال محترفو النصب والاحتيال يبتكرون كل مرة حيلة جديدة تسهل لهم الحصول على مبالغ مالية “باردة” من مواطنين ومواطنات، مستغلين رغبة هؤلاء الجامحة في الحصول بدورهم على جوائز وأرباح ومبالغ مالية وقسائم شراء بآلاف الدراهم. آخر حلقات مسلسل النصب هذه، كانت في اتصال أشخاص بزبائن شركات الاتصالات، مؤكدين لهم أنهم استفادوا من “هبة ملكية” بقيمة 3500 درهم. ولإتمام العملية، طلبوا منهم بعض المعطيات الشخصية من ضمنها أرقام حساباتهم البنكية وأرقام بطاقات السحب الأوتوماتيكي، ووكالاتهم البنكية وأرقام هواتفهم، مؤكدين لهم أنهم سيتوصلون لاحقًا بثلاثة أرقام سرية وأن مسؤولة ستكمل معهم العملية للحصول على التحويل المالي.
مصادر مطلعة أكدت أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دخلت على الخط وفتحت تحقيقًا في الموضوع بتنسيق مع النيابة العامة، خصوصًا بعد انتشار تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي لحلقات نصب من هذا النوع تجمع بين الضحايا والمحتالين.
للإشارة، فقد سبق وتعرض مواطنون آخرون لعمليات نصب مماثلة مع اختلاف في تفاصيل العملية، حيث سقط عشرات زبائن البنوك المغربية في نهاية عام 2023 في شراك عصابة مختصة في النصب باسم شركات اتصالات. وكانت العملية تبدأ عبر الاتصال الهاتفي بالضحايا وتقديم أنفسهم كمندوبين تجاريين لإحدى الشركات الفاعلة في ميدان الاتصالات، مع إخبارهم بفوزهم بجوائز خصصتها لهم الشركة المذكورة والتي لا تتجاوز في الغالب 1000 درهم. ليطلبوا منهم معلومات استُغلّت من قبل هؤلاء المختصين في الإجرام الإلكتروني للوصول إلى أنظمة معلوماتية بنكية والقيام بتحويلات مالية إلى حسابات أخرى، مما كبد الضحايا مبالغ مالية مهمة، مما دفع عددًا منهم إلى تقديم شكاوى لدى السلطات الأمنية.