كيف تستعيد فاس بريقها ؟ 4 مرتكزات لتنمية مستدامة بالعاصمة الروحية

الحقيقة 242 سبتمبر 2024
كيف تستعيد فاس بريقها ؟ 4 مرتكزات لتنمية مستدامة بالعاصمة الروحية

رغم كون مدينة فاس ذات تاريخ عريق و تراث حضاري غني و هي العاصمة الروحية والعلمية للمغرب إلا أن توالي المنتخبين الفاسدين و المسؤولين عديمي الكفاءة عرقل مسيرتها نحو التنمية المستدامة.و لهذا فالتنمية المستدامة بفاس تتطلب رؤية شاملة تعتمد بالأساس على 4 ركائز أولها محاربة الفساد.

فلا يمكن الحديث عن تنمية مدينة فاس دون التصدي لآفة الفساد التي تعيق أي تقدم حقيقي. الفساد يمتص موارد المدينة ويعرقل جهود التنمية. لذا، يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية  من أعلى مسؤولي البلاد وتفعيل آليات الشفافية والمساءلة، و هو ما أصبحنا نلاحظه مؤخرا مما سيعيد الثقة بين المواطن والإدارة، ويسهم في توفير بيئة صحية وجذابة للاستثمارات.

المرتكز الثاني نختزله في إعادة تأهيل البنيات التحتية خاصة الطرقات و الفضاءات العامة. و من أجل هذا، يجب أن تتضمن خطة التأهيل إنشاء مشاريع جديدة وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين. هذه الجهود ستسهم في تعزيز جودة الحياة في المدينة، وجعلها أكثر جاذبية للسكان والزوار و المستثمرين على حد سواء.

ثالث محور سَيُعيد البريق للعاصمة الروحية يعتمد على تأهيل البنيات التحتية و تحسين مناخ الأعمال الذي سيسهم بدوره في جذب استثمارات وطنية ودولية ستمكن من خلق فرص عمل جديدة تمتص نسبة البطالة المرتفعة مقارنة مع باقي المدن المغربية.

فاس، بمآثرها التاريخية وثقافتها الغنية، تملك كنزًا حقيقيًا في مجال السياحة الثقافية والروحية. هذه المدينة العريقة، التي تحتضن أقدم جامعة في العالم  جامعة القرويين، تستحق أن تكون وجهة سياحية عالمية. لتعزيز هذا القطاع، يجب الاستثمار في ترميم المواقع التاريخية وتطوير البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق والمطاعم ومراكز الاستقبال. كما ينبغي تنظيم فعاليات ثقافية ودينية أخرى على مدار السنة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

إن تنمية مدينة فاس ليست مهمة سهلة، ولكنها ليست مستحيلة لا سيما و أنها على أبواب تنظيم كأس العالم سنة 2030، إذ يمكن لفاس أن تستعيد مجدها كمدينة رائدة ومزدهرة. الأمر يتطلب فقط إرادة قوية وتعاونًا بين جميع الفاعلين من حكومة وسكان ومستثمرين لتحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أفضل.

Breaking News