يبدو أن تاريخ 8 شتنبر أصبح لصيقا بمآسي المغاربة كأنه كابوس أو لعنة تحلّ عليهم كل سنة و لا مناص منها. فابتداءا بيوم 8 شتنبر من سنة 2021 الذي أفرز منتخبين دون المستوى المطلوب الكثير منهم الآن وراء القضبان، حيث خاب ظن المواطنين المغاربية بسبب النخبة الفاسدة و بسبب سياسة الحكومة الحالية التي أرهقت جيوبهم بالزيادات المتتالية للأسعار.
و لعل استياء المغاربة سيرتفع أكثر فأكثر مع توالي الأيام و الأسابيع ليضرب موعدا مع سكان الأقاليم المتضررة من الزلزال السنة الماضية. كان قدرا لا مفر منه لكنهم اجتازوا قدر الله بكثير من الصبر و الشكر ليسقطوا في قدر حكومة لم تفي بوعودها و تركت جل الأسر تعاني في صمت تفترش الأرض و تلتحف السماء ؛ فلا مسكن يأويها و يقيها حر الصيف أو برد الشتاء. إنها لعنة الحكومة و ليست لعنة القدر، حكومة بَدَل أن تجتهد و تعمل على الرفع من مستوى عيش المغاربة و تسهيل حياتهم ساهمت في تأزيم وضعهم الاجتماعي و تفاقم مأساتهم بسبب الارتفاع الصاروخي للأسعار و تفاقم البطالة.
زلزال الحوز كشف عن ضعف البنية التحتية و عن الحالة الكارثية للطرقات و المسالك و عن مدى صبر السكان و تشبتهم بالقناعة طيلة عشرات السنوات في ظل توالي منتخبين فاسدين همهم الأول قضاء مصالحهم. قدر سكان الحوز أن يصبروا و يصابروا حتى ينفرج همهم و تُصْلَحَ أحوالهم و يجدوا للسعادة سبيلا و لو زمن يسير.
ثالثة الأثافي المرتبطة بتاريخ 8 شتنبر ما وقع هذه اللية بإقليم طاطا ؛ أمطار طوفانية و سيول جرفت معها كل ما صادفت في طريقها : انهيار عشرات البيوت و فقدان حوالي 24 شخصا و ما تزال الحكومة نائمة دون أي تفاعل من جهتها و كأن أرواح المغاربة لا قيمة لها ؛ لا زيارة لأي عضو في الحكومة للمنطقة و لا حتى بيان تتضامن فيه مع الضحايا. لولا مجهودات رجال السلطة و رجال الرك الملكي لكان الوضع أكثر كارثية.
فلك الله يا مواطن.