واش بهادشي فاس حاكمة العالم . . . فاس حاكمة البعابع ؟!!

الحقيقة 2425 أكتوبر 2024
واش بهادشي فاس حاكمة العالم . . . فاس حاكمة البعابع ؟!!

بالفعل، كانت فاس حاكمة العالم، قولة شهيرة يعتز بها كل فاسي، لكنها لم تعد تعكس واقع العاصمة العلمية للمملكة المغربية.

فاس التي كانت مركزًا علميًا ودينيًا مهمًا بفضل جامع القرويين، الذي يُعتبر من أقدم الجامعات في العالم، لم تعد بذاك البريق و ذاك الشموخ، بل تحولت إلى مدينة بلا روح.

فاس التي كانت قطبا صناعيا و تجاريا على رأس مدن المغرب هوت إلى آخر الترتيب و لم تعد في القمة. فاس التي كانت أول عاصمة للمغرب أضحت تتلاطمها أمواج البطالة و الأزمات بشتى أنواعها. أين اختفى لمعانها ؟

لقد ضاع مع توالي المدبرين الفاسدين و مع توالي المنتخبين الفاشلين. و لعل خير مثال ما نشاهده اليوم في فاس : جسد بلا روح ؛ من أزمة النقل إلى أزمة النظافة، دون الحديث عن باقي المشاكل التي لا تعد و لا تحصى. ارتفاع معدل البطالة، طرق مهترئة و بنيات تحتية ضعيفة، إنارة منعدمة في عدة أزقة و شوارع.

هل بهذا الواقع فاس حاكمة العالم ؟ لا و ألف لا، فاس حاكمة البعابع عندما نقارنها مع باقي المدن الرباط، الدار البيضاء أو طنجة. حواضر انطلقت بسرعة TGV و تركت فاس آخر النفق.


بالفعل، لا مجال للمقارنة، أسباب و دواعي هذا التقهقر يلخصها خبراء الشأن المحلي و معهم فاعلون مدنيون و مواطنين في الفساد المستشري في صفوف بعض المنتخبين و بعض رجال السلطة ؛ كونهم كانوا السبب الرئيس في بطء إن لم نقل توقف عجلة التنمية.


فانتخابات الثامن من شتنبر أعطت الحق لمن هب و دب ليسير شؤون المواطنين الفاسيين، أعطتهم الفرصة ليسرقوا المال العام، و جعلت لهم مسؤولية لا تتناسب و أخلاقهم ولا تكوينهم الأكاديمي، فالسارق لا يؤتمن على أموال الفاسيين. و ها هم كثير منهم الآن يقبعون في غياهب السجون وراء القضبان.

نحن هنا لا نحمل نظرة سوداوية للأمور ولا نية لنا لنتشاءم، لكننا نصف و نحلل فقط واقع فاس ؛ مدينة الشرفاء و الأولياء التي ستستعيد بريقها يوما ما إذا ما حاربت الفاسدين و الرويبضة.

فاس المرابطة منذ أزيد من 12 قرنا ضد الجهل و ضد الظلم تستحق أن تكون أفضل من ما هي عليه، و لسكان فاس كل الثقة في جلالة الملك و في السيد الوالي الجديد الذي يمثله، في أن تنبعث فاس من رمادها مثل طائر العنقاء و تصطف إلى جانب المدن المتقدمة المزدهرة.

Breaking News