خالد آيت طالب، البروفيسور الذي حظي بثقة جلالة الملك محمد السادس، تميز بإنجازات هامة على رأس وزارة الصحة بالمملكة المغربية منذ تعيينه.
تولى المسؤولية في فترة مليئة بالتحديات، أبرزها جائحة كورونا التي شكلت اختبارًا حقيقيًا لقدرات الأنظمة الصحية في العالم أجمع.
مواجهة جائحة كورونا:
عند تولي البروفيسور خالد آيت طالب منصبه كوزير للصحة في أكتوبر 2019 قادما من المديرية العامة للمركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس ، لم يكن أحد يتوقع التحديات الضخمة التي ستواجه قطاع الصحة، إلا أن ايت طالب قاد الجهود الوطنية لمكافحة الجائحة بحزم، حيث عمل على تعزيز نظام الصحة من خلال تجهيز المستشفيات وتوسيع قدرات الاستجابة للطوارئ الصحية . كما قام بتعزيز عمليات الكشف المبكر وتوسيع مراكز إجراء اختبارات الفيروس في مختلف المدن، مما ساهم في سرعة اكتشاف الحالات وعزلها.
كما ان خالد آيت طالب اشرف على واحدة من أكبر حملات التلقيح في تاريخ المملكة، حيث تمكن المغرب من تأمين كميات كبيرة من اللقاحات المضادة للفيروس، ما جعله ضمن الدول الرائدة في القارة الإفريقية في هذا المجال.
وكانت حملة التلقيح الوطنية التي انطلقت في يناير 2021 إحدى المحطات البارزة، إذ هدفت إلى تلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة لحماية الصحة العامة وتحقيق المناعة الجماعية و رفع الحجر الصحي تدريجيا .
تطوير البنية التحتية الصحية:
في عهده، عرف القطاع الصحي تطورًا في مجال البنية التحتية، حيث تم تعزيز قدرات المستشفيات وتطوير وحدات العناية المركزة ، كما عمل على تحسين ظروف العمل للأطر الطبية والتمريضية، مما ساعد في رفع معنويات العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الأزمة. وقام بتوسيع شبكة المستشفيات الجهوية والإقليمية وتحديث العديد من المرافق الصحية لضمان تقديم خدمات طبية لائقة في مختلف مناطق المملكة.
إصلاح النظام الصحي:
سعى البروفيسور خالد آيت طالب إلى إصلاحات هيكلية في المنظومة الصحية، منها الرقمنة وتعزيز الإدارة الحديثة للخدمات الصحية، بهدف تقريب الخدمات للمواطنين وتحسين جودة الرعاية.
وقد تم العمل على مشروع التغطية الصحية الشاملة، مما يتيح لملايين المغاربة الوصول إلى الخدمات الصحية دون عناء، وهو مشروع يعكس حرص المملكة على توفير نظام صحي متكامل للجميع.
التحديات المستمرة:
إضافة إلى مواجهة الجائحة، واجهت وزارة الصحة تحت قيادة آيت طالب تحديات أخرى، منها تحسين نظام تدبير الأدوية وتوفير الأدوية الحيوية للمواطنين، إلى جانب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان استدامة تقديم الخدمات الصحية.
كما كان عليه السعي لإيجاد حلول للمشاكل الهيكلية التي يعاني منها القطاع الصحي، مثل نقص الأطر الصحية وتوزيعها الجغرافي غير المتكافئ.
التواصل مع المواطن:
في إطار تعزيز ثقافة التواصل مع المواطنين، سعى البروفيسور آيت طالب إلى تعزيز الشفافية وتقديم المعلومات الدقيقة بخصوص تطورات الوضع الوبائي وحالة المنظومة الصحية، كما أن العمل على توعية المواطنين بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية كان جزءًا أساسيًا من استراتيجيته في التصدي للجائحة آنذاك .
نظرة مستقبلية:
بعد تخطي التحديات الكبرى خلال فترة الجائحة، ظلت أمام خالد آيت طالب مهام صعبة تتعلق بمواصلة إصلاح قطاع الصحة وتعزيز مكتسبات مرحلة ما بعد الجائحة، هذا ما جعله يسعى إلى بناء منظومة صحية قوية قادرة على مواجهة الأزمات، ومواكبة التطورات العالمية في مجال الرعاية الصحية و الحماية الاجتماعية .
و مصداقا لقول رسول الله عليه الصلاة و السلام في حديثه: 《من لا يشكر الناس لا يشكر الله 》، يمكن القول إن البروفيسور خالد آيت طالب ترك بصمة واضحة على قطاع الصحة بالمغرب، حيث تعامل مع تحديات كبيرة بحزم وإرادة ، وساهم في تحقيق إنجازات تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في التصدي للأزمات الصحية.
وبفضل الدعم المولوي وثقة جلالة الملك، يبقى الأمل في مواصلة الإصلاحات وبناء نظام صحي شامل ومستدام لصالح جميع المغاربة.