مع تسلم السيد معاذ الجامعي والي جهة فاس مكناس لمهامه، يجد نفسه أمام مجموعة من التحديات و الرهانات التنموية الاقتصادية و الاجتماعية التي تتطلب خطة محكمة و استراتيجية متكاملة لتحقيق الأهداف المنشودة خاصة مع منح مدينة فاس شرف تنظيم تظاهرات رياضية قارية و عالمية كأس إفريقيا و كأس العالم.
و لعل أول تحدي ينتظر السيد معاذ الجامعي هو استكمال المسار الذي بدأه سلفه الوالي زنيبر في محاربة الفساد و المفسدين، خاصة و أن عدة منتخبين يقبعون حاليا وراء القضبان بسبب تهم فساد مالي و إداري ؛ و هو ما يقتضي السير على نفس الخطى بسبب ملفات ما زالت تفوح منها رائحة الفساد لا سيما العقار بمقاطعة زواغة و سايس.
مسار التنمية في مدينة فاس التي تستعد لاسقبال ضيوفها السنة المقبلة بمناسبة تنظيم كأس إفريقيا يستلزم أولا حل مشكل النقل الحضري بالمدينة الذي عمّر طويلا و تسبب في أزمة حقيقية للمواطنين. هذا الملف الذي لم يتمكن الوالي السابق من حله يدعو حاليا السيد الجامعي لأن ينكب عليه سريعا حتى يتمكن من إيجاد حل له في القريب و يُخَلّص ساكنة فاس من هذا الحمل. و تجدر الإشارة في هذا السياق للجرأة و الالتزام الذي أبداه السيد العمدة في معالجته لهذا الملف، حيث باشر مؤخرا الإجراءات القانونية لمقاضاة شركة النقل الحضري بسبب شبهة الفساد المالي.
تحدي آخر يواجه الوالي الجديد يتعلق بمحاربة احتلال الملك العمومي و معالجة ظاهرة الباعة المتجولين. فلا يمكن تطوير السياحة و استقبال الوفود و الزوار من مختلف دول العالم و هذه الظاهرة المتمثلة في انتشار عربات الباعة المتجولين و احتلال الأزقة و الشوارع ما تزال تشوه صورة المدينة. هذا المطلب يستدعي مقاربة زجرية و اجتماعية في نفس الوقت، حيث من واجب الجهات المعنية إيجاد بديل لهؤلاء الباعة المتجولين باحتضانعم ضمن أسواق نموذجية تحفظ كرامتهم و تثمن منتوجهم و تعزز جمالية المدينة.
الرهان المنتظر كذلك من السيد الوالي الجديد يقتضي تطوير البنيات التحتية لا سيما و أن مدينة فاس على موعد مع تظاهرات عالمية في السنوات القادمة، و هو ما يتطلب تعبئة كل المتدخلين لمواكبة هذه المشاريع الكبرى. و في هذا السياق تلتمس ساكنة فاس من السيد الوالي تنمية الاستثمار بالمدينة و خلق فرص الشغل، خاصة على مستوى القطاع السياحي، حتى نتمكن من امتصاص نسبة البطالة التي أصبحت مرتفعة مقارنة مع مدن أخرى مثل الدار البيضاء و طنجة.