يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار بفاس يعيش على وقع توترات داخلية بين شخصيات بارزة، أبرزها البرلماني خالد العجلي الوافد الجديد على الحزب، والمنسق الجهوي محمد شوكي السياسي الهادئ والمتمرس ، هذه التوترات تثير تساؤلات حول انسجام الحزب محلياً ومدى تأثيرها على أدائه مستقبلاً.
العجلي، الذي التحق حديثاً بالحزب، استفاد بشكل كبير من التحالف الثلاثي الذي مكنه من الظفر بمقعد برلماني عن دائرة فاس الجنوبية دون جهد يُذكر مقارنة بمناضلي الحزب التقليديين ( اللي قطعوا السباط ) .
ورغم هذا النجاح، هناك انطباع لدى بعض مناضلي الحزب بأنه لم يثبت بعد جدارته السياسية داخل التنظيم، مما زاد من الجدل حول مكانته.
في المقابل، يُعتبر محمد شوكي شخصية قيادية داخل الحزب، معروفة بحنكتها وهدوئها، إضافة إلى قربه من مراكز القرار داخل القيادة الوطنية للحزب بصفته عضو المكتب السياسي للحزب .
ورغم طباعه الهادئة، تشير بعض المصادر جيدة الاطلاع إلى أن شوكي ربما يشعر بعدم انسجامه مع أسلوب العجلي سيما بعد إشكال بينهما وصل الى حد رئيس الحزب عزيز أخنوش بخصوص بعض مصاريف الانتخابات الجزئية و الاتهامات الخفية ، ما أدى إلى فتور في العلاقة بين الطرفين.
تداولت أوساط سياسية محلية أن القيادة الوطنية للحزب غير راضية عن البرلماني خالد العجلي ، خاصة في ما يتعلق بإدارة علاقاته داخل الحزب وتأثيره على انسجام التنظيم بفاس و صناعته لتيارات داخلية ما تلوح بانشقاقات في الأفق .
ورغم غياب تأكيد رسمي، إلا أن الحديث عن “غضبة” من القيادة قد يكون مرتبطاً بمحاولات الحزب الحفاظ على صورته التنظيمية والسياسية.
و أكدت المصادر ذاتها انه إذا استمرت التوترات بين العجلي وشوكي دون تدخل من القيادة الوطنية، فقد يؤدي ذلك إلى تصدع داخل الحزب على المستوى المحلي، خاصة في ظل استعداد الأحزاب للانتخابات البرلمانية المقبلة.
إن ضعف الانسجام الداخلي قد يكون له تأثير سلبي على أداء الحزب بفاس، وهي منطقة حساسة سياسياً بالنسبة للحمامة التي ربما سيتم قص أجنحتها بعد تحليقها في استحقاقات 2021 بمجهودات من المعتقل رشيد الفايق .
يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستتدخل القيادة الوطنية لحزب التجمع الوطني للأحرار لرأب الصدع بين خالد العجلي ومحمد شوكي، أم أن الخلافات ستستمر لتلقي بظلالها على مستقبل الحزب في فاس؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف عن مسار هذا الصراع الداخلي ومدى تأثيره على التوازنات داخل “الأحرار”.