منذ تعيينه والياً على جهة فاس مكناس، استطاع معاذ الجامعي أن يترك بصمته على المدينة خلال هذه الاشهر القليلة و جعلته حديث الشارع الفاسي بتحركاته الميدانية ، فبعدما عانت الحاضرة الادريسية لسنوات من تردي الخدمات وضعف التنمية ها هي اليوم تنتعش مع قدوم ابنها البار . لكن يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون: ماذا لو لم يتم تعيين هذا المسؤول في منصبه؟
فاس، العاصمة العلمية للمملكة، عاشت منذ 2015 على وقع تراجع كبير في جودة الخدمات الأساسية والبنية التحتية. الشكاوى المتكررة من المواطنين كانت تدور حول ضعف التدبير المحلي، غياب المشاريع التنموية الكبرى، وتزايد المشاكل الاجتماعية، كالانتشار الواسع للبطالة والفقر.
لو استمرت هذه الدينامية السلبية في ظل غياب شخصية كفؤة، كان من المتوقع أن:
• يتفاقم الوضع الاقتصادي: عدم جذب الاستثمار للمدينة كان سيؤدي إلى مزيد من التدهور في البنية التحتية والخدمات العامة.
• تراجع السياحة: مدينة فاس، المعروفة بتراثها العالمي، كانت ستعاني أكثر في جذب السياح بسبب غياب الاستراتيجيات الفعالة لتحسين المرافق السياحية.
• استمرار الفوضى الإدارية: ضعف التنسيق بين المجالس المنتخبة والسلطات المحلية كان سيُبقي على حالة الجمود، مع غياب خطط واضحة لتحسين مستوى المعيشة.
ما الذي تغير مع معاذ الجامعي؟
عُرف الوالي الجامعي بحزمه ورغبته في إحداث التغيير ، خلال فترة وجيزة منذ التحاقه بولاية جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس في اكتوبر 2024 ، بدأ عدد من المشاريع التنموية التي ساهمت في تحسين الوضع، مثل تعزيز البنية التحتية، الاهتمام بالمناطق المهمشة، وتقديم حلول لبعض الإشكالات الاجتماعية. كما تمكن من إحداث توازن بين متطلبات التنمية والاستجابة لتطلعات المواطنين.
و رغم الجهود المبذولة، تبقى التحديات قائمة، خصوصًا مع ارتفاع سقف تطلعات المواطنين الذين يرون أن فاس تستحق أفضل مما هي عليه الآن.
و في الصدد ، يمكن القول إن غياب شخصية مثل معاذ الجامعي كان سيؤدي إلى مزيد من التراجع، لكن استمرار الأوضاع على حالها حتى مع وجوده يطرح تساؤلات حول مسؤولية باقي الفاعلين المحليين في تحقيق التنمية.
فهل يكفي وجود مسؤول واحد لإحداث تغيير جذري؟ أم أن نجاح المدينة يحتاج إلى تضافر جهود الجميع؟