إلى السيد عبد السلام البقالي، رئيس مجلس جماعة فاس .
إن ما تشهده المدينة اليوم من تراجع في تدبير الشأن المحلي يُثير استياءً واسعًا بين سكانها، الذين كانوا يأملون في نقلة نوعية خلال ولايتكم، ولكن الواقع يقول عكس ذلك.
فاس، التي كانت رمزًا للحضارة والعلم، أصبحت تعاني اليوم من تراكم المشاكل، بدءًا من البنية التحتية المتدهورة، مرورًا بضعف الخدمات الأساسية، ووصولًا إلى غياب رؤية واضحة للنهوض بالمدينة.
عندما انتُخبتم، وضع المواطنون ثقتهم فيكم، ولكن يبدو أن هذه الثقة كانت في غير محلها. عوض الانشغال بحل مشاكل المدينة، نجد أن الجهود تُبذل في أمور ثانوية لا تعكس الأولويات الحقيقية لسكان فاس.
إذا كنتم فعلاً تمثلون مصالح المواطنين، فإننا ندعوكم إلى مراجعة سياساتكم، الإنصات إلى صوت الشارع، والتحلي بالشجاعة لاتخاذ قرارات تخدم فاس وأهلها، بعيدًا عن المصالح الحزبية والتحالفات الهشة.
فاس تستحق الأفضل، وإذا لم تكونوا قادرين على النهوض بها، فإن التاريخ لن يرحمكم، لأن المدن العريقة تبنيها المواقف الجادة والإرادة الصادقة.